ثلاثية مزامير الراعي
بعض الشراح يسمون مجموعة المزامير (22، 23، 24) بمزامير الراعي. وهذه المزامير الثلاثة كتبها داود بالروح القدس. ونحن نعرف أن داود بدأ حياته راعياً للغنم، ثم اختاره الرب ليرعى شعبه إسرائيل (مز 78: 70-72). وفي خلال حياته قاسى الكثير من الآلام وهو في هذا كله رمز مجيد للمسيح المتألم، الراعي والملك.
ولقد تكلم العهد الجديد عن المسيح كالراعي مستخدماً ثلاثة ألقاب هي الراعي الصالح، والراعي العظيم، ورئيس الرعاة. ولقد استخدم الروح القدس في تسجيل هذه الألقاب كلاً من الرسول يوحنا، ثم الرسول بولس، ثم الرسول بطرس على التوالي.
ففي إنجيل يوحنا نقرأ قول المسيح عن نفسه «أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يو10: 11). كما يقول الرسول بولس في الرسالة إلى العبرانيين «وإله السلام الذي أقام من الأموات راعى الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الأبدي» (عب13: 20). ويختم الرسول بطرس هذه الثلاثية مشيراً إلى ظهور المسيح بالمجد والقوة فيقول في رسالته الأولى 5: 4 «ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى».
وواضح هنا الارتباط الوثيق بين هذه الثلاثية. فمجيء المسيح بالنعمة ليفدي البشر، ذلك المجيء الذي انتهى بموت الصليب، يحدثنا عن الراعي الصالح. لكنه بعد الموت قام وصعد إلى السماء ممجداً، وهو هناك يخدمنا باعتباره راعي الخراف العظيم. وأخيراً سيأتي إلينا مرة ثانية مستعلناً بالمجد والقوة، ليعطي الأجرة لعبيده الأمناء، وذلك باعتباره رئيس الرعاة.