عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 06 - 2017, 10:00 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 374,648

لماذا يغير اسمه كل من يصبح راهباً؟


للقديس نكتاريوس أسقف المدن الخمس
لقد حافظ الرهبان الأبرار ، الذين تعهّدوا أن يعيشوا حياةً فاضلةً ، على عادة تغييرِ اسمِهم .
وهذا يصير لسببيَن مهميَن .
السبب الأول هو نكران الحياة ِالسابقة ِ بالكامل .
أمّا السبب الثاني فهو أن تتمثّل بالقديس الذي اتخذنا اسمه في مسيرة حياتنا .
يساعدُنا تغييرُ الاسم أن ننسى الماضي ، وأن نتذكر باستمرار التغيير الحاصل لذاكَ الذي غيّر طريقة حياته وكلّ واجباته التي يجب أن يتمّمها بمحبةٍ كبيرةٍ ورغبة .
الإسم مرتبط بالشخص إلى حدٍ كبيرٍ ، لدرجة إننا لا نستطيع أن نفصل شخصيّتنا عنه .
لذلك ، ذِكر الواحد يجلبُ الآخر إلى الذاكرة ،
والتطرق إلى الواحد يصير إلى الآخر في الوقت ذاته .
وبما أننا نملك الاسم القديم فلا شكّ أننا نمتلك تذكّراً غير منقطعٍ للإنسان القديم .
لقد تمت المحافظة على عادة تغيير الإسم ، بسبب القوة الأخلاقية التي يمتلكها ( التغيير ) .
لكنّ تغيير الاسم يفقد قوته ، عندما تتوقف إرادتنا عن تتميم التعهدات وتطبيقها ، التعهدات التي تُذكّرُ الرهبان بالإسم الجديد ، هذا يحدث لأن الإنسان القديم يحيا في داخلهم ويحبونه أكثر من الجديد ، ولذلك ، لا يبالون بالذكير المستمر الحاصل لهم في كل مرّة ينادونه بالاسم الجديد .
هذه اللامبالاة بالواجبات ، لا تذكر الرهبان بالاسم ، تشهد على وجود سوءٍ آخر ،
وهو إقصاء صوت الضمير .
إذ إنّ في كلّ إقصاءٍ لواجبات الحياة الجديدة ، التي تذكر دائما بالاسم الجديد ، يثور الضمير ويعترض ، ولكن ما مِن أحد يسمع له ، لأن السيطرة على "هي" للإنسان القديم ، الذي يزدري بحقوق الانسان الجديد ، التي يُعبّر عنها صوت الضمير .
يصل هذا الازدراء إلى مثل هذا الحدّ ، بأن يرفض القبول صوت الضمير ، وبأن كلّ ما يصدر عنه هو حماقة وغير معقول ، وفي النهاية يفرض عليه الصمت .
هذه الحالة تشبه تصلُّب الضمير .
أما الراهب الذي يزدري الصوتَ الذي يقضي بحفظ واجباته ، فهذا مُصاب ، ويحٌ له .
هذا سيُجان ، لأنه لم يعش بحسب الله ، ووضع أناه ومعرفته الخاصة فوق معرفة الآباء الأبرار ، ولم يُقدّم ما هو صالح ٌ .
لقد قَدّم الأخوان قايين وهابيل تقادم لله ، لكن قايين لم يقدّم تقدمة صالحةً وقد جرّبه الله .
وعوزيّا قدّمَ لله بخوراً في مبخرةٍ ذهبيّة ، وولكنّه أُدينَ ، لأن تقدمته لم تكن صالحة .
وشاولَ أيضاً قدّم تقدمةً لله ولكنه أُدينَ هو وأهل بيته ، لأنه لم يقدّم عطيّةً صالحةً .
واليهود أيضاً قدّموا لله ذبائح ، ولكن الله لم يقبلها وكان يقول : " نفسي تمقتها " ،
حتى إنّه لا يكفي لكي يُرضيَ الانسان الله أن يقدّم فقط ذبائح ، وعطايا وصلوات ،
بل أن يعمل تقدمة صالحةً ، أيّ ، أن يملِكَ احساساً بنقصه وعدم استحقاقه .
ولكن ، لكي يوجد مثل هذا الاحساس ، على الواحد أن يمتك نِكراناً للذات كاملاً وخضوعاً لوصايا الله ، وتواضعاً وعملاً روحيّاً غير منقطع .
فإنّ كنا سنقدّم عطايا لله باستحقاقٍ ، قلنقدّم له العطيّة الأولى والأعظم وهي قلبنا .
كيف ستصبح ذبيحتنا وتقدمتنا حسنة القبول عند الله ، عندما لا نكون نحن مستحقين أن نقدم عطيّة مرضيّة ، ولا حتى الامور المقدَّمة هي مستحقة القبول عند الله ؟
لذلك ، لا نعاود الإنقطاع في طلباتنا وتقدِماتنا ، إذا كنا فيما قبل لا نهتم بكثيرٍ من الجدّ ،
عن أن نجعل أنفسنا مؤمنين مستحقين ، وذبائحنا حسنة القبول لدى الله .
لذلك ، يقع في ضلالٍ كبيرٍ كلّ مَن يعتقد أن كلّ خدمةٍ وكلّ تقدمة ٍ مقبولةٌ عند الله .
الخدمة المرضيّة والعطيّة الحسنة القبول لدى الله هي "روحٌ مستقيمٌ وقلبٌ نقيٌّ"
وليس روحاً متكبّرةً وعاتيةً وقلباً قاسياً وأهوائيّاً .
هذا هو إذاً ما يطلبه تغييرُ الإسم في الدرجة الأولى ، أما في الثانية فيطلب ضرورة أن تكون حياة القديس ، الذي نحمل اسمه ، وطريقة عيشه نموزجاً للفضيلة والكمال .
وأن نجاهد في كلّ حياتنا كي نصبح كاملين تابعين مثاله .
يقويّ نموذج فضيلة القديس المجاهد بشكلٍ كبير ، فيتعلّم منه أن يتواضع حتى و لو كان يتحدّر من عائلة ملكيّة . يتعلّم أن يصير حتى ولو كانت الأعباء لا تُحمَل .
يتعلّم أن يُحب حتى الذين يكرهونه .
يتعلّم أن يُكرّمَ أولئك الذين يهاجمونه .
يتعلّم أن يحيا مِن أجل إخوته ، و أن يموت مِن أجل ناموس الله ووصياه الإلهيّة .
يتعلّم أن يحبّ المطرح الأخير و يفرح أن يعيش مُتخفّياً .
وما الذي لم يتعلّمه ؟ إن أنا أحصيتُ كلّ ما أتعلّمه من مثال القديسين ،
فلن يسعني الوقت ولا الورق لِأذكرها كلّها .
رد مع اقتباس