الموضوع: مفهوم الحب
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 07 - 2012, 06:56 PM
الصورة الرمزية بنتك انا
 
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنتك انا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

مفهوم الحب

يتضح لنا من العنوان أننا نحتاج للفهم السليم الإنجيلى الموحى به من الله من خلال رسله عن مصدر الحب ،

و معناه ، و كيف نعيشه و نعبر عنه ، و مع من يجب أن نعيشه ، و غير ذلك من المفاهيم .

مصدر الحب :

يقول القديس بولس الرسول فى رسالته لأهل أفسس : " لكى يعطيكم بحسب غنى
مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن . ليحل المسيح بالإيمان
فى قلوبكم و أنتم متأصلون و متأسسون فى المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع
جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العمق و العلو ، و تعرفوا محبة
المسيح الفائقة المعرفة ..."

( أف 3 : 16 – 19 ) .

إذ التفت بإرشاد الروح القدس تجد أن الله الحال فينا بروحه هو يؤيد بكل قوة إنساننا الباطن ( و الذى هو الوعى

والإدراك و الضمير و القلب و الإرادة و المشاعر ) بل و يؤسس فيه فعل الحب
و يساعده على إدراك محبة المسيح الفائقة المعرفة ، وهذا ما يؤيده قول بولس
عن أولى ثمار الروح فى قوله : " و أما ثمر الروح فهو محبة ..."

( غل 5 : 22 ) .

لذا يجب الانتباه إن مفهوم الحب الذى كوناه بدون الروح القدس الذى يهبنا
الإدراك لمفهوم الحب و ينبهنا لمصدر الحب ، هو حب ناقص ، و كثيراً ما يكون
غير ناضج و أحياناً أخرى مفهوم خاطئ .

ومن هنا تأتى المشكلات و القصور بالأفعال فى التعبير عن ما نسميه أو ما نظنه حباً .

فالحب الذى يؤسسه فينا الروح هو حب يعرفنا مع جميع القديسين محبة المسيح
الفائقة المعرفة " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا
يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 16 ) .

و هذا ما تنشده قصيدة الحب العجيب :

كـل حـب فى كيانـى نبعه حب يسوع

كـل حب فى الوجود رده حـب يسوع

و يقول الشيخ الروحانى ( القديس يوحنا سابا ) : " أولئك يارب الذين أشرقت
عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس بل ألقوا عنهم كل حب
جسدانى ، و سعوا خلف الغنى بحبه ما صبروا أن يبقوا فى طريق العالم لحظة
واحدة . آه أيها الحب الإلهى لقد سلبت منهم كل شئ " .

أى أنه إذ تأصل و تأسس فينا مفهوم الحب بالروح القدس على مستوى حب يسوع سيكون عندنا وقتئذ المصدر

والمفهوم الصحيح للحب و منه يمكن الانطلاق لممارسة الحب بطريقة عملية حقيقية ناضجة فى مجالات مختلفة .

معنى الحب :

هو ميول و شعور نحو الأخر نعبر عنه بالكلمات و بالأفعال معاً .

مثلاً : أنا أحب الله و أعلن له ذلك فى صلواتى و تسابيحى ( الكلام ) ، و أخدم أخوتى فى صور متعددة (الأفعال )

وهذا الشعور فيه العطف و الحنان و التسامح و العطاء و البذل و الاحتمال و
تفضيل الأخر ، و فيه العدل و الرحمة وفيه الكثير من الإيجابيات ، و يكون
خال من السلبيات كالأنانية و غيرها .

كيف نعيش الحب و نعبر عنه ؟

1- الوصية : " إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى " ( يو 14 : 15 ) .

2- الترك : " من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى ... " ( مت 10 : 37 ) .

3- الخدمة : " لأننى جعت فأطعمتمونى عطشت فسقيتمونى ... بما أنكم فعلتموه
بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم " ( مت 25 : 35 – 40 ) .

4- المشاركة : " و كان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد و نفس واحدة ، ولم يكن
أحد يقول إن شيئاً من أمواله بل كان عندهم كل شئ مشتركاً " ( أع 4 : 32 ) .

5- السلوك : " و اسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح و أسلم نفسه لأجلنا قرباناً و ذبيحة لله رائحة طيبة "

( أف 2 : 5 ) . يشتم الناس دائماً سلوك المحب كأنه رائحة طيبة لما فيه من بذل و تضحية كما أحب الرب

يسوع بالفعل ؛ و ذلك لأننا " رائحة المسيح " ( 2كو 2 : 15 ) .

6- الانتباه : الانتباه لملامحه الإنجيلية و ممارستها ( 1كو 13 ) .


مع من نعيش الحب ؟

1- حب الله :

" تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قدرتك و من كل فكرك ... " ( لو 10 : 27 ) .

" نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً " ( 1يو 4 : 19 ) .

2- الحب الأخوى :

" لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره " ( 1يو 4: 20 ) .

" أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هى من الله ... " ( 1يو 4 : 7 ) .

3- الحب الزيجى :

" أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة و أسلم نفسه لأجلها " ( أف 5 : 25 ) .

" و أما أنتم الأفراد كل واحد امرأته هكذا كنفسه و أما المرأة فلتهب رجلها " ( أف 5 : 33 ) .

" حكمة المرأة تبنى بيتها و الحماقة تهدمه بيدها " ( أم 14 : 1 ) .

4- الحب الأسرى :

على الأبناء :

" أكرم أباك و أمك لكى تطول أيامك على الأرض التى يعطيك الرب إلهك " ( خر 20 : 12 ) .

" يا ابنى احفظ وصايا أبيك و لا تترك شريعة أمك " ( أم 6 : 20 ) .

" الابن الحكيم يقبل تأديب أبيه و المستهزئ لا يسمع انتهاراً " ( أم 13 : 1 ) .

" اسمع لأبيك الذى ولدك و لا تحتقر أمك إذا شاخت " ( أم 23 : 22 ) .

على الآباء :

" أدب ابنك لأن فيه رجاء و لكن على إماتته لا تحمل نفسك " ( أم 19 : 18 ) .

" أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا " ( كو 3 : 21 ) .

" و أنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب و إنذاره " ( أف 6 : 4 ) .

5- محبة الأعداء :

قال الرب يسوع فى الموعظة على الجبل : " ... أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم

وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم و يطرودنكم " ( مت 5 : 46 ) .

" لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم أ ليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك " ( مت 5 : 46 ) .

وهنا نجد أن الرب يطالبنا بحب لا تنادى به إلا تعاليمه و لا يستطيع أن يعيشه إلا المسيح الساكن فينا .

" ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم " ( أف 3 : 17 ) .

" و لا يمكن أن يعيشه إلا بقوة روحه " ( أف 3 : 17 ) .

" لأنه القادر أن يفعل فوق كل شئ أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التى تعمل فينا "

( أف 3 : 20) .

أى أنه إذا كان حب الأعداء صعباً علينا فهو القادر أن يفعل هذا بدلاً عنا بقوته التى فينا .

وأيضاً اعلم أن الصفة تتعظم و تتجلى فى وجود نقيضها فالحب يتجلى إذا وجد أعداء و مبغضين

ومعاندين ، فالسامرى لم يظهر لنا قدره إلا فى وجود اليهودى ( اليهود أعداء للسامريين) .

ولا يعرف طعم الحرية إلا من ذاق العبودية .

و أخيراً :

1- اعلم أن وجود ملامح خاطئة للحب نعيشها فسببها المفاهيم الخاطئة للحب
التى تعلمناها من البيئة المحيطة بنا ، من الأصدقاء الغير ناضجين ، ربما
من سوء التربية فى البيت أو فى المدرسة ، ربما من الأعلام ( كالأفلام و
الأغانى و المجلات و ... ) و ربما من أفكار الشيطان .

2- لذا فصلى أن تدرك بإرشاد الروح القدس محبة المسيح الفائقة المعرفة ( أف
3 : 19 ) و أن يتأصل فيك مفهوم الحب الحقيقى كما عرّ فـه الإنجيل ( أف 3 :
18 ) .

احذر :

محبة العالم عداوة لله ( يع 4 : 4 ) .

محبة المال أصل لكل الشرور ( 1تى 6 : 10 ) .

اهتمام الجسد عداوة لله ( رو 8 : 7 ) .

تدريب :

ملامح الحب المسيحى : احفظ ( 1كو 13 ) كله . درب نفسك عليه بالوقت .
رد مع اقتباس