491 - هل تسمع السمفونية الرائعة التي تُعزف حولك ؟ الموسيقى والانغام والالحان الجميلة التي تملأ الحياة ؟ كل ما حولنا يغنّي ، يرنّم ، يرتّل ، يشدو . لو نظرت الى شروق الشمس في الصباح لسمعت لها لحنا ً . لحنا ً متفائلا ً فرحا ً يتمنى لك يوما ً جميلا ً هانئا ً سعيدا ً . ولو سقط نظرك على قطرات الندى التي تتأرجح على ورق الشجر لسمعتها تغني نشيدا ً يمجد الله وهي تجد لها فراشا ً وثيرا ً . ولو تأملت الاشجار وهي تتمايل مرحة فرحة لظهور نور الصباح ، وسمعتها تصفق وتصفّر اهازيج البهجة وترانيم السعادة . الطيور تسمع ذلك وتشارك فيه فتغرد طائرة ً أو مستقرة . والحيوان ، الحيوان يقفز ويرقص على انغام الطبيعة مشاركا ً في الفرحة . حتى الجماد يكاد يشدو ويكاد يتحرك متضامنا ً . يضع الوحي المقدس في سفر اشعياء صورة ً لذلك . يقول : " الْجِبَالُ وَالآكَامُ تُشِيدُ أَمَامَكُمْ تَرَنُّمًا " ( اشعياء 55 : 12 ) يعكس الانغام والالحان في صدى ً يتماوج سابحا ً بينها . ويقول ايضا ً : " وَكُلُّ شَجَرِ الْحَقْلِ تُصَفِّقُ بِالأَيَادِي." بفروعها واوراقها وازهارها وورودها طربا ً . من يستطيع كتم فرحته وذلك كله يصدح حوله ؟ الانسان الذي يسد اذنيه عن الالحان ويحصر نفسه في قلقه وخوفه وعدم ايمانه . ارفع رأسك عن نفسك ، حوله حولك . ابعد نظرك عن ذاتك . انظر امامك . افتح اذنيك وقلبك لاجمل الحان الخالق في خليقته . وشارك الطير والنبات والحيوان والجماد انشودته . رنم ، غني ، رتّل ، اشدو ممجدا ً الله ومعظّما ً اياه . اسمع انغامه يمتلئ صباحك بالتفاؤل ، فالجبال تشيد بالترنم والشجر يصفق بالايادي . انضم للاوبريت حولك تسعد بالحياة وتسعد بك .