( 2 ) تابع تأملات فى سفر النشيد ـ البابا شنودة الثالث ـ
.................................................. ...........
هناك آيات في السفر لا يمكن أن تؤخذ بمعناها الحرفي .
.................................................. ...........
مثال ذلك قوله :
"من هي المشرقة مثل الصباح ، جميلة كالقمر ،
طاهرة كالشمس ، مرهبة كجيش بألوية " (نش 10: 6).
و أيضاً ذكرت عبارة "مرهبة كجيش بألوية " في (نش 4: 6 ).
إن عبارة ( مرهبة كجيش بألوية )،
.......................................
لا يمكن أن تقبلها حبيبة علي نفسها ،
فكيف تقبل المرأة أن توصف بأنها تثير الرهبة و الخوف،
بينما النساء من المفروض فيهن أن يتميزن بالرقة ؟!
أما إن أخذنا العبارة مشيرة إلي الكنيسة و النفس البشرية ،
فإن المعني يبدو واضحًا في مفهومه الروحي .
لأن الكنيسة يمكن أن تكون مرهبة بالنسبة للشيطان و العالم،
ومخيفة لقوي الشر مثل جيش بألوية "أي من عدة لواءات"..
كانت الكنيسة مرهبة للفلسفة الوثنية، ومرهبة لكهنة وعبدة الأصنام،
ومرهبة للانحراف والفساد.. لأنها كانت طاهرة كالشمس .
و نفس الوضع بالنسبة إلى النفس البشرية .
و عبارة "جميلة كالقمر"
.................................
لا يمكن أن تتمشي مع عبارة :
" أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم" (نش 5: 1).
فكيف تكون سوداء "كخيام قيدار"،
و في نفس الوقت جميلة كالقمر؟!،
و القمر في جماله ليس فيه سواد.
و لكن السوداء -في المفهوم الرمزي- هي كنيسة الأمم .
التي لم تكن تنتمي إلى الآباء والأنبياء،
وكانت غريبة عن رعوية الله وعن العهود
و المواعيد والشريعة. وبلا رجاء (أف2: 12).
و لكنها صارت جميلة كالقمر، بالبر الذي نالته في المسيح،
و صار جمالها كاملًا ببهائه الذي جعله عليها (حز 14: 16)
و بذمه الذي محا خطاياها.
فهي تخاطب مؤمني العهد القديم
"بنات أورشليم" وتقـــــــول لهــــــن :
"أ نا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم "..
سوداء في أصلي و ماضي ،
و جميلة في حاضــــــــري.
و للتأمل بقية :
.............
و عبارة "جميلة كالقمر" ......