(8) فشل الكهنوت اللاوي:
لم يسر تاريخ الكهنوت اللاوي كما أمر به الرب على يد موسى، ويتضح لنا ذلك مما جاء في سفري القضاة وصموئيل كما من التاريخ اللاحق أيضًا مما جعل بعض النقاد يفترضون أن موسى لم يضع نظامًا محددًا له، وهو افتراض بعيد عن الحق واستنتاج غير سليم، فالعهد القديم يزخر بنقد الكهنة لانحرافهم عن الدور المرسوم لهم حسب كلمة الله.
فنقرأ مثلًا في سفر القضاة أن رجلًا من جبل أفرايم اسمه ميخا أقام واحدًا من بنيه كاهنًا لبيته (قض 17: 5)، إلى أن ظهر غلام لاوي فأقامه عوضًا عن ابنه مع أن هذا الغلام اللاوي لم يكن من نسل هرون. ثم أصبح هذا الغلام اللاوي، وكان اسمه يهوناثان، هو وبنوه كهنة لسبط دان (قض 17: 1-13، 18: 27-31).
ويظن البعض أن صموئيل بناء على ما ذكر عنه في 1صم 1: 1 كان أفرايميًا أي أنه لم يكن من سبط لاوي، ولكن بالرجوع إلى 1أخ 6: 16-28، نعلم أنه كان لاويًا، فإن أباه ألقانة كان لاويًا مقيمًا في جبل أفرايم عندما ولد صموئيل.
وعند انفصال المملكة الشمالية (إسرائيل) عن يهوذا، أقام يربعام بن ناباط "كهنة من أطراف الشعب، لم يكونوا من بني لاوي"(1مل 12: 31، 13: 33)، بل إن يربعام نفسه صعد على المذبح لكي يوقد" (1مل 12: 33)، أي أنه جعل من نفسه كاهنًا.
ونقرأ في سفر الملوك الثاني (16: 10-16) كيف أن أوريا الكاهن بنى مذبحًا حسب كل ما أرسل به الملك آحاز من دمشق.. فتقدم الملك إلى المذبح وأصعد عليه، وأوقد محرقته وتقدمته وسكب سكيبه ورش دم ذبيحة السلامة التي له على المذبح. ومذبح النحاس الذي أمام الرب قدمه من أمام البيت.. وجعله على جانب المذبح الشمالي"، وهو ما عاقب الرب لأجله آحاز ويهوذا (إش 7: 17-25) كما حاول عزيا الملك أن يوقد على مذبح البخور فضربه الرب بالبرص (2أخ 26: 16-20).
وفي أيام حزقيا الملك ساعد اللاويون إخوتهم الكهنة في ذبح وسلخ المحرقات (2أخ 29: 34)، وكذلك في أيام يوشيا الملك (2أخ 35: 11-14، انظر أيضًا عز 6: 19 و20).
ولفشل أولاد عالي الكاهن في القيام بخدمتهم بأمانة، تنبأ رجل الله لعالي بزوال الكهنوت من بيته (1صم 2: 27-36)، وهو ما تم عندما ملك سليمان، وكان أبياثار الكاهن (من نسل عالي) قد انضم إلى أدونيا في محاولته الاستيلاء على عرش داود. وكان صادوق الكاهن هو الذي مسح سليمان ملكًا بأمر داود، فطرد سليمان أبياثار من الكهنوت ونفاه إلى عناثوث، وأصبح الكهنوت منذ ذلك الوقت في نسل صادوق الذي كان من نسل ألعازار بن هرون (1أخ 6: 8 و 53، 24: 3، 27: 17- يمكن الرجوع إلى "صادوق" في موضعه من حرف "الصاد".