
08 - 06 - 2017, 10:34 PM
|
 |
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: مصر
المشاركات: 376,413
|
|

السؤال :لماذا لم يغفر الرب ليهوذا ، مثلما غفر لصالبيه ولبطرس الذي أنكر ؟ وان كان يهوذا قد انتحر ، ألا يجوز أن نعتبر أنه لم يكن حينذاك متكاملالعقله ، بحيث يغفر له ضمن الذين لا تقع عليهم مسئولية بسبب حالتهم العقلية ؟
كما أنه أليس الشيطان هو المحرك ليهوذا ، فلماذا يتحمل الدينونة ؟
الإجابة :
عجيب يا أخي كل هذا الدفاع عن يهوذا ، الذي ثبت أنه هلك !!
فقد قال عنه الرب | ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان . كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد |
( مت26 : 24 ) .
وفي مناجاته للاب قال | الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد ، الا ابن الهلاك ليتم الكتاب |
( يو17 : 12 ) . وفي كلامه مع بيلاطس ، قال له | . لذلك الذي أسلمني اليك له خطية أعظم |
( يو19 : 11 ) . وعندما غسل الرب أرجل تلاميذه ، قال لهم | أنتم طاهرون ، ولكن ليس كلكم . لأنه عرف مسلمه ..| ( يو13 : 10 ، 11 ) .
وعندما اختار الاباء الرسل بديلا ليهوذا ، تذكروا ما قيل عنه سفر المزامير | لتصر داره خرابا ، ولا يكون فيها ساكن ، وليأخذ وظيفته ( أسقفيته ) اخر | ( أع1 : 20 ) ( مز69 : 25 ) .
أما عن أن الشيطان كان المحرك ليهوذا :
فهذا صحيح ، اذ قيل عنه يوم الفصح الأخير | فبعدما أخذ اللقمة دخله الشيطان .. | وأنه بعد ذلك | خرج للوقت وكان ليلا ( يو13 : 27 ، 30 ) . والشيطان كما حرك يهوذا حرك رؤساء الكهنة أيضا . وهو يحرك أعوانه في كل زمان ومكان . وهو الذي حرك حواء في الخطية الأولي ( تك3 : 1 ، 7 ) .
ولكن كان على يهوذا عدم الخضوع لمشورة الشيطان .
والكتاب يقول | قاوموا ابليس فيهرب منكم | ( يع3 : 7 ) . ويقول أيضا | قاوموه راسخين في الايمان ، عالمين أن نفس هذه الالام تجري على أخوتكم الذين في العالم | ( 1بط5 : 9 ) . الشيطان عمله أن يحرك الناس نحو الخطية . ولكن عليهم ألا يستسلموا له ، بل يقاوموه بكل قوة . والرسول يوبخ على عدم الجدية في المقاومة فيقول | لم تقاوموا بعد حتى الدم ، مجاهدين ضد الخطية | ( عب12 : 4 ) . أما عن المقارنة بانكار بطرس ، فنقول : هناك فرق بين خطية الضعف وخطية الخيانة . بطرس الرسول كان يحب المسيح من كل قلبه . وقد أنكره عن خوف في حالة ضعف . وبعدها بكي بكاء مرا ( مت26 : 75 ) . وبعد القيامة قال للسيد | يارب أنت تعلم كل شئ أنت تعلم أني أحبك | ( يو21 : 17 ) .
أما يهوذا فقد كان خائنا ، اذ باع سيده بالمال ، واسلمه الى أيدي أعدائه بنفسية رخيصة . ولم يبال بكل الانذارات التي أنذره بها الرب وهي كثيرة !! وقد قيل في حقارة نفسيته : | حينئذ ذهب واحد من الاثنى عشر يدعي يهوذا الأسخريوطى وقال : ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه اليكم ؟ فجعلوا له ثلاثين من الفضة . ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه | ( مت26 : 14 ، 16 ) .
فعل هذا ، وكان واحدا من تلاميذه ، وفي موقع المسئولية .
اذ كانت في يده عهده الصندوق ، ليدفع منه للفقراء . وللأسف لم يكن يبالي بالفقراء ، | وكان الصندوق عنده ، وكان يحمل ما يلقي فيه | ( يو12 : 6 ) . ولاشك أن الرب كان يعرف ، ولم يشأ أن يكشف سرقته للناس ... ولأنه كان واحدا من الخاصة ، قيل عن الرب انه | جرح في بيت أحبائه | ( زك13 : 6 ) . وقيل عنه في المزمور | الذي أكل خبزي رفع على عقبه | ( مز41 : 9 ) . حقا ما أخس الخيانة ، حين تأتي من الأصدقاء ومن المحسن اليهم !!
حقا ، انه ندم ، ولكن بعد فوات الفرصة .
بعد أن حكم مجلس السنهدريم بادانة الرب يسوع وأنه مستحق الموت | وأوثقوه ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي | . حينئذ لما رأي يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ، ندم ورد الثلاثين من الفضة ... قائلا : أخطأت اذ أسلمت دما برئيا .. | ( مت27 : 1 ، 4 ) ... سهل على الانسان أن يحتمل احتقار الاخرين له . لكن من الصعب أن يحتمل احتقار نفسه . وهذا ما حدث مه يهوذا ...
وصل يهوذا الى احتقاره لنفسه . ولم يحتمل . | فمضي وخنق نفسه | ( مت27 : 5 ) .
ولم يخنق نفسه ، هو فاقد العقل ...!
بكل عقل حكم على نفسه أنه قد أخطأ اذ أسلم دما برئيا ، وبعقل أعاد المال الى رؤساء الكهنة ، واعترف بخطيئته . ولما رفض الكهنة الغاء الصفقة التي بينهم وبينه ، | طرح الفضة في الهكيل وانصرف | ( مت27 : 5 ) . وليست هذه تصرفات انسان فاقد العقل . بل بكل عقل فعل هذا . وبعدها | مضي وخنق نفسه | .
أما قول الرب | يا أبتاه اغفر لهم ، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون | ( لو23 : 34 ) ، فانها لا تنطبق عليه .
انه بلا شك كان يدري كل ما فعل ...
أما الذين صلبوا السيد المسيح ، فقد قال عنهم الرسول | لأنه لو عرفوا ، لما صلبوا رب المجد | ( 1كو2 : 8 ) . ومع ذلك فقول السيد لم يكن يعني أن خطاياهم قد غفرت . انما يعني أن باب الغفران قد فتح أمام الجميع بصلبه . ومع ذلك كان للغفران شروط : منها الايمان ( يو3 : 16 ) ، والتوبة والمعمودية ( أع2 : 38 ) ( مر16 : 16 )
|