.المغتربون
طائفة ليست من المواطنين و لا من المهاجرين ، و انما جماعة المغتربون من أنصاف القلوب ..
تترك نصف قلبها في بلد ثم تعود وتلتقي به بين الحين و الاخر ،
انسان كأنما لروحه قرين يسكن كوكب آخر .. احدهم يسافر و الاخر يعود .. احدهما يسكن الغربة و الاخر يسكن الوطن !
أو ربما توأم يحمل الشكل و الچينات وكلٌ في بلده يستكين ..
كأنما لإنسان واحد بيتين و جسدين و قلبين و كماً هائلاً من المشاعر المتنازعه !
نعم اكتب عن مهاجرين يملأهم حنين نحو اوطانهم ، و تزورهم الحيرة كل يوم ..
يوم يعودون بلادهم و كأنهم لم يغادرونها أبداً ، و كأنما تلك الايام و الشهور و السنين كانت وهماً !
و الغربة كغيمة و قد تفرقت ،كحلم و إن بدا طويلاً ، و إن بدا بلا نهاية .. لكن ما أن تفتح عينك يختفي ، و مهما اجهدت ذهنك لتتذكر منه لمحه لا تجدها ،
هكذا حين تعود و انت دائماً "تعود" !
لم اسمع مغترباً يقول ازور وطني ، انه فقط .. يعود !
ثم تجتذبهم الغربة ، فيتغربون !
وكأنما الوطن حلم ، و لكنه حلم يعاد كل ليلة ، اهل و عشرة السنوات ! شوارع و بيوت و أطعمة و نكهات .. و صديق طفولة و اشجار و شواطئ ، وحب قديم ، و اغنيات و حكايات ورقصة وسهر و ضحك يقولون عنه "من القلب" !
كيف تصمد الغربة في مقابل الوطن !