عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 04 - 2017, 08:47 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية Rena Jesus

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 76,234

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rena Jesus متواجد حالياً

افتراضي رد: لا تشاكلوا أبناء هذا الدهر (الحريه بمفهوم مسيحى)

الحرية في الفكر المسيحي

"وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ» ...
إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ... فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا"...

(غلا5: 13- 15)
"فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا."


يؤكد الفكر المسيحي على مبدأ حرية الإنسان، فهذه حقيقة ساطعة كالشمس على صفحات الوحي المقدس.
والإنسان بطبيعته يبتغي دواماً أن يكون حراً طليقاً، ويكره بشدة أن يكون سجيناً ويردد مع الشاعر قول الطائر المحبوس في قفص من ذهب :


الحبس ليس مذهبي وليـس فيـه طـربــي
ولست أرَضى قفصاً وإن يكــن من ذهب


ولما كانت الحرية مطلباً للإنسانية لذا كانت الحرية هي جوهر رسالة المسيح التي نادى بها، في مستهل خدمته بندائه:
" رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَالْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ"
(لو4: 18).


ولنا في هذا الموضوع الأفكار الآتية :-


أولاً: الحرية إحتياج إنساني :
نعم! الإنسان يحتاج إلى مساحة من الحرية تعاونه لتكون له الشخصية الناضجة المتزنة المستقلة،
وتساعده ليشق طريقه في الحياة بما يتفق مع مواهبه وإمكانياته وقدراته، وفي نفس الوقت يحتاج إلى ضوابط ليسلك في الطريق الصحيح السليم.


والدارس لكلمة الله يجد أن الإنسان في حاجة ماسة إلى الحرية من أمور كثيرة أذكر منها الآتي:

1. الحرية من عبودية الخطية والشهوات:

قال الرب يسوع " كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ... "
(يو8: 34).

إن الإنسان تحت سيادة الخطية لا يعرف مذاق الحرية على الإطلاق، لأنه يسيء إستخدام الحرية لهذا ترسم لنا ريشة الوحي المقدس المرأة السامريه تذهب إلى البئر يومياً لتأخذ من ميائه دون أن ترتوي ولم تعرف معنى الإرتواء ولم تختبر الحرية الحقيقية إلا بعد قبولها الرب فمَنْ يَشْرَبُ من مياه العالم يَعْطَشُ أَيْضًا فمياه العالم مالحة شاربها يزداد عطشا هكذا مَنْ يعيش في الخطيةإنه يتصرف في إطارها، ويخضع لسلطانها.

عندما قال الرب يسوع:
" أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَبِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى"
(يو10: 9)

فسر كثيرون أن هذا الباب هو "باب الحرية"
ذلك لأن الرب يسوع قال:
" إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ "يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ"
أي يكون حراً في دخوله وخروجه وهذا صحيح، ولكن يسبق الحرية الخلاص فمكتوب :
" إِنْ دَخَلَبِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ" ثم بعد ذلك يختبر قيمة الحرية.

نعم! إن المؤمن وقد تحرر من سيادة الخطية لهذا فهو يعيش الحرية بمعنى الكلمة كما هو مكتوب :"فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." (يو8: 36).

إن الإنسان تحت سيادة نعمة الله قد صارت له الحرية للتصرف والاختيار، وإتخاذ القرار، ولا شك أن ميوله هي لطاعة الله وعمل رضاه ، ولكنه إن أخطأ، فالخطأ هنا نتيجة حريته،
ولعل هذا هو السبب في أن المؤمن يصارع دائماً مغريات الخطية والشر ويحاول أن ينتصر عليها لأن له من الروح القدس ما يرشده، وله من شعوره بالبنوة ما يجعله يشعر بالإلتزام والمسئولية ، وله من كلمة الله ما يجعله يسلك في ضوء تعاليمه ومبادئه.
ولهذا يقول الرسول بولس
" فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِالَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا"
(غلا5: 1).


2. الحرية من الأوهام والخرافات :

يوجد البعض من الناس البسطاء يعيشون تحت عبودية الأوهام والخيالات والخرافات الشائعة، لذلك نجدهم يلجأون إلى أعمال السحر والشعوذة، والأحجبة، والتعاويذ، وقراءة الكف، وقراءة الفنجان، وفتح الكتاب، وهناك البعض مقيد بقيود الخوف من الحسد والسحر.
هذا وهناك مَنْ هو أسير لأمور يتفائل بها، وأمور يتشائم منها إلى غير ذلك من أعمال يعتمد فيها الإنسان الخاطئ على القوى الغيبية في تحقيق بعض إحتياجاته دون إستخدام العقل والفكر الذي أعطاه الله أياه.

إن مَنْ يؤمن بالخرافات يدلل على ضعف ثقته بالله، ومَنْ يخاف من المجهول يبرهن على عدم إيمانه بالله، إن السر في معظم المخاوف هي في العقول التي أصبحت تتعلق بالخرافات والأوهام أكثر من تعلقها بالله .

إن الرب لا يسمح لشعبه بمثل هذه الأفعال فيقول لهم في (تث18: 10- 14)
" لاَ يُوجَدْ فِيكَ ... مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَعَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ،وَلاَمَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْيَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى. لأَنَّ كُلَّمَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ."


إن التاريخ يحكي لنا عن شعوب كثيرة تم إستعبادها بسبب جهلها،
وما أكثر الناس الذين بسبب جهلهم يستعبدون أنفسهم للغير ويخضعون لسلطانهم ...

كيف لا! أليس مكتوب سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ،
(أش5: 13 )
و " قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ."
(هو4: 6)
إلى كل هؤلاء يقول الرب يسوع "وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ"
(يو8: 32).

وهنا نجد الرب يسوع يدعونا إلى الحرية عن طريق إمتلاء قلوبنا وعقولنا وإرادتنا بشخصه وكلامه، وأن نكون حقاً تلاميذه، وأن نعرفه معرفة إختباريه حقيقية
"لأنه هُوَالطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ "
(يو14: 6).


3. الحرية من التقاليد والعادات :

يقول الرسول بولس في (رو12: 2)
" وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ،بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَاهِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ"

وهذه الكلمات معناها القريب هو أننا لا يجب أن نشابه أهل العالم، أما المعنى الآخر هو أننا لا يجب أن نجعل العالم يشكلنا أو يضعنا في قوالب معينة.

على سبيل المثال في العادات السلبية الخاصة بطقوس مناسبات الأحزان والأفراح ،
و الأساليب الرجعية التي تنتهك حقوق المرأة بصفة عامة بحجة العادات والتقاليد إلى غير ذلك.

كم من أناس تستعبدهم تقاليد مألوفة، وعادات موروثة، ولا يستطيعون الفكاك والفرار منها،
وتضع العادات الإنسان في سجن يتعود عليه للدرجة التي تفقده الإحساس بحاجته إلى التغيير، وتجعله يشعر بأنه (ليس في الإمكان أفضل مما كان)،
والمسيحية تفتح الطريق أمام الناس للتحرر من مثل هذه العادات البالية.

فيقول الرسول بولس في (1كو2: 15)
"وَأَمَّاالرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَد"ٍ.
وفي (1كو4: 4) يقول
" الَّذِي يَحْكُمُ فِيَّ هُوَ الرَّبُّ".
وفي (كو2: 16، 17، 20)
"فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِيأَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ،الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِالْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ.... إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَالْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِيالْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ".
  رد مع اقتباس