والصلاة على هذا المستوى ليست مجرد كلمات نرددها أو كلمات محفوظة نُلقيها أمام الله في مخادعنا أو ألفاظ رنانة وتعبيرات ومصطلحات قوية ننطق بها، بل هي تعبير إرادي عن شوق اللقاء مع إلهي الحي، إلهي أنا، الإله الذي يحبني فأحببته، والدخول في حالة الأبدية والاتحاد السري بشخصه المهوب العظيم القدوس، وبسبب ذلك فأنه ليس من المهم في الصلاة كثرة الكلمات وبلاغتها وطولها أو قِصرها أو جمال تعبيراتها، بل المهم أن تكون بسيطة خارجة من القلب بحرية بساطة أولاد الله، صادرة تلقائياً بدون ضجة أو جهد مبذول لأجل استحضار الكلمات وتركيب العِبارات، أو الاهتمام بمن سيسمعها من حولي لو كنت في اجتماع الصلاة، أي ينبغي أن تكون صادرة – طبيعياً – من داخل القلب الطالب الله شخص حي وحضور مُحيي، كأب وملك وحبيب النفس الخاص، والصلاة هنا ينبغي أن تكون – بطبيعة الحال – بفهم أي بوعي وإدراك تام وكامل.
+ الرب من السماء أشرف على بني البشر لينظر: هل من فاهم طالب الله (مزمور 14: 2)