لهم ثلاثة أفكار مختلفة ..
ثلاثة رهبان كانوا سائرين سوياً كعادتهم وقت الغروب ، ومن بعيد رأوا الثلاثة زميلاً لهم وكان خارجاً من قلايته متجهاً إلي
الريف ( المكان المحيط بالدير ) فقال الأول في نفسه مسكين
هذا الراهب لقد ترك مكانه ومكان عبادته لينزل العالم طمعاً في كسب المال ، قال هذا لأنه كان محباً للمال ، الذي هو أصل لكل الشرور ، أما زميلة الثاني فقد تنهد في داخله وقال .. كم هو مفزع وقبيح هذا الراهب ، لقد ترك قلايته في هذا الوقت من الليل ، ليستتر بالظلام لكي ينزل العالم ليتلذذ بشهواته ، ولماذا ظن هذا الظن يا تري ..؟ لأنه كان شهوانياً وساقطاً من الداخل ، وشهواته تقلبه وتطرحه أرضاً ، وكارز مقلوباً ومهزوماً ...
أما زميلهم الثالث فقد قال في نفسه .. ما أمجدك أيها الراهب العفيف ، فقد تركت مكان قلايتك لتختلي بالله ، ولكى تجد في هدوء المكان ، وسكون الليل ما يقربك إلي خالقك ليتني أقتدي بك يا مبارك .
حقاً كما قال الرب .. طوبي لأنقياء القلب ( مت5: 8 ) . فصاحب القلب النقي هو الذي بالحقيقة الذي لا يمكن أن يظن السوء ، قلبه روحاني يتحلي بفكر المسيح ، فها هم كما رأينا الثلاثة رهبان وكان من الواجب أن يكون لهم فكر واحد ، ولكن تعددت أفكارهم ولكن نشكر الله العبرة في النهاية ، نقصد صاحبهم
وزميلهم الثالث صاحب الفكر النوراني والذي أشتهي
وتمني أن يكون مثله ، ونحن في حياتنا اليومية وأن لم يكن الكثيرين منا فبعض منا له تلك الروح الضعيفة ، في محبتها من نحو أقرب الناس لها ، وتظل تشك وتتهم وتظن السُوء في ماذا ..؟ في لا شئ بينما يكون من نظن فيه هذا برئ وكل البراءة ، وترجع وتعود الخطية علي صاحب الظن ضعيف المحبة ، الذي كان له من الأفضل ومن اللائق أن يتحلي بثمرة المحبة ، التي لا تظن السُوء .