أحسنوا إلي مبغضيكم ...
ما أجمل تلك المحبة العاملة بروح التفاني والتضحية محبة بدون تذمر ولا ضجر ، ولهذا أوصانا الرب يسوع قائلاً .. أحسنوا إلي مبغضيكم نحب لا بالكلام ولا باللسان ولا بالفكر فقط ، بل بالعمل والحق ، أحسن إلي عدوك بالنسبة لظروفه المعيشيه .. ( إن جاع عدوك فأطعمه ، وإن عطش فأسقه ) " رو12: 20 " وكما يقف الأخ بجوار أخيه في المحن والشدائد ، مضمداً جراحه ، ومخففاً آلامه ، هكذا أحبائي علينا أن نقف بجوار أعدائنا ، فليس أحوج إليه منه ، لأن ألمه آمر ألم ، ومعاناته أقصي معناه ... " مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ " ( أع20: 35 ) .
بالحقيقة لا يوجد أفضل من الإنسان المحب فالإنسان المحب
حقاً ينتصر ، أن هو أدرك كيف عامله السيد المسيح ، وليس كيف عامله عدوه ، فالسيد المسيح صُلب من أجل محبته لنا ، وهكذا تأخذنا وصية المحبة لأعدائنا إلي طريق الصليب ، وفي رفقة الصليب ، والمصلوب عليه ، وكلما توغلنا في المسير عبر طريق الصليب ، كلما كانت نصرة الحب علي كل كراهيات الأعداء أكيدة ، المحبة هنا لم تعد محبتك أنت يا مسيحي ، بل محبة السيد المسيح نفسه الذي ذهب إلي الصليب من أجل أعداءه ، مصلياً لأجلهم .. ( يا أبتاه أغفر لهم ) .