ويعيد التاريخ نفسه ..
كلنا بالطبع نتذكر مثل السامري الصالح ، كان راهباً محباً لله وكان عمل يديه مثل عمل باقي الرهبان ، وكان ينزل كل أسبوع ليبيع عمل يديه وهو فرحاً ومسروراً فهو يعمل لكي يأكل
وثانياً لكي يعطي للفقراء أخوة الرب يسوع .
وفي الطريق شاهد فقيراً جريحاً يتلوي من جراحاته ، لم يجد هذا الجريح من يسعفه أو يساعده ، فما كان من القديس أغاثون إلا إنه يتقدم نحوه وتتحرك الشفقة المملؤة رحمة ومحبة ، بأن حمله إلي المدينة وأستأجر له حجرة وأحضر له الدواء ، وتركه مع صاحب الحجرة ووصاه أن يرعاه ، ففي كل أسبوع حينما يفرغ من بيع عمل يديه يذهب مسرعاً إليه حاملاً له كل ما يحتاجه ، حتى ولو كلفه هذا كل ما باعه . بل إنه ضاعف من مجهوده في العمل حتي يوفر آخر الأسبوع ما يُدخل السرور إلي قلب هذا الجريح ، ظل علي هذا الوضع أربعة أشهر كاملة ، يعاود المريض في محبة بازلة لا تطلب ما لنفسها ، إلي أن تم شفاءه ، ويحمل هذا المريض الذي كان مريضاً يحمل ذكري مقدسة لعمل طاهر وجليل ، بينما القديس أغاثون ظل يبحث كسامري صالح عن قريب آخر حتى من خلاله يضع يده علي جراحات سيده ، ويسعد بلقاء معلمه الصالح الذي يعلم منه المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ...
ولهذا لابد أن نُذكر أنفسنا ومع التذكر نتعلم منه ... القديس يوحنا الحبيب كان في أواخر أيامه وقد أنهكته الشيخوخة كان
يردد علي مسامع المؤمنين وهو يعظهم بعبارة واحدة كان
يكررها وهي : يا أبنائي أحبوا بعضكم ، ثم يقول لهم : هذه هي الوصية الأولي للرب فأن عملتم بها تكونوا قد أطعتم كل وصية أخري ...
يقول قداسة البابا شنودة الثالث بحق عن محبة الإنسان لله : ان الله لا يريد منك سوي شئ واحد فيه تكمن جميع الوصايا وهو المحبة ، أن أحببت الله تكمل كل ما هو مطلوب منك ، وان لم تكن تحبه فباطل هو كل عملك : فالله يريد قلبك كله .. ( تحب الرب إلهك من كل قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي ) فالدين هو حب نحو الله والناس ومن هذا الحب ينبع كل خير ...