المحبة هي أساس تعاليم السيد المسيح
وبالأخص في محبة الأعداء وتنفرد بها المسيحية ديانة السماء الإلهية للعالم كله .
فالقديس مقاريوس من أين أتي بهذه الفضيلة ..؟
لقد تعلمها جيداً من رب المحبة والذي
كان المثل الأعلي لكل البشر في محبته
للأعداء ، إذ تمثلت قمة هذه المحبة
وهو مسمر بالمسامير علي عود الصليب
وعليه نجده وهو ينظر إلي السماء لا ليطلب قوة من الملائكة لهزيمة أعدائه ، ولا ليطلب النقمة والأنتقام السريع من أعدائه ، بل طلب الغفران والرحمة بقوله .." يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " من الجائز أن تأخذنا أفكارنا وخواطرنا ونقول ما معناه هذا العنقود الذي لا قيمة له ، هذا بالطبع لو كانت أفكارنا وخواطرنا بهذا الرد ستكون مشاعر خاطئة ، لأن المحبة لا تطلب
ما لنفسها ، فالمحبة القلبية تدفعني ان نضحي بأغلي شئ
وهو النفس من أجل الآخرين ، حقاً غريب هذا العنقود الذي دخل التاريخ فمن منا يا تري دخل مثله التاريخ ..؟ لذلك لنا نصيحة في ذلك لابد أن نزرع المحبة ، لكي نحصد المحبة . كما هو مكتوب .. ( ما يزرعه الإنسان إياه يحصد ) . وطبقاً للقاعدة الذهبية التي تقول .. " كما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا أنتم أيضاً بهم هكذا " ( لو6: 31 ) ولا نستطيع أن ننسي ولا ننكر بأن المحبة قد منحها الله لنا مجاناً ، فيجب علينا نحن أن نعطيها مجاناً لأخي في البشرية . " مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا " .
ليتنا نتمثل في كل أمور حياتنا بفضيلة المحبة والتي هي من ثمار الروح القدس فهي أول ثمرة عظيمة جداً من ثمار الروح القدس " وأما ثمر الروح فهو محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف ، ضد أمثال هذه ليس ناموس " ( غل5: 22 ) .