[walaa farouk]

“لست مُحتاج شيء”.. تأتي أوقات نشعر فيها بهذه الجملة لست محتاج شيء فأنا بخير أصلي وأصوم وأذهب إلى كنيستي وخدمتي أعلم وأتعلم.. وأشعر بشجاعة بطرس تغمرني حينما قال للمسيح أنا على إستعداد أن أذهب معك حتى الصليب.. وأموت بدلاً عنك.. وهو حتى لم يستطيع أن يعترف به أمام الناس!!

إستقرت الأحوال

فكيف تحول موقف بطرس من الإندفاع إلى السكون والإحباط.. ومن الشجاعة للجُبن والندالة.. فهل وجد ضعفه وخوفه أمام الصليب والجموع.. فهذا بالفعل ما يحدث لنا لنصل إلى مرحلة الإكتفاء لا نحتاج منك شيء يالله حتى وإن كُنا نقول غير ذلك لكن أعماق قلوبنا تقول هذا.. فقد إستقرت الأحوال ولا يوجد أفضل من إيماننا فنحن اللذين نملك الحق ونحن اللذين نحكم عن المختلفين عنَّا و نرعى بقوتنا وعظمة إيماننا صغار وضعاف النفوس! ولكن يأتى الإمتحان ونفشل! ونصتدم مع حقيقتنا وضعفنا ونجد أمامنا الخوف وبداخلنا الإنكسار! ونبدأ في التراجع!.. فنسقط في بئر اليأس.. ولكن الله يريدنا أن نسقط في نعمته وحقه فعندما ننسحق يأتى بالشفاء.. فالمنكسر القلب الله لا يحتقره والمنسحق والذليل له رجاء في المسيح.. فعندما أنكر بطرس نظر إليه يسوع وكأنه يريد أن يقول له يابطرس فالإكتفاء بي وليس من ذاتك آمن فقط وعلى ذراعك وفهمك لا تعتمد.. فبكى بطرس ورجع إلى الله..

فعندما تصتدم بحقيقة إيمانك الهشة إرجع إلى الله القادر أن يقيمك ويشفي ضعفك ويجبر كسر قلب ويعصب جرحك..فلن نُفصل عن محبة الآب، فيديه مازالت ممدودة
دخل الفريسي إلى الهيكل وقال أشكرك لأني لست مثل باقي الناس فأنا أفعل وأفعل وأستند على قوتي.. ولكن العشار قرع على صدره وقال اللهم إرحمني أنا الخاطي.. “طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات” (متي 1:5 )
يا لله أتى إليك بضعفي إشفيني وأجبر كسري وأبني إيماني ..