عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 07 - 2012, 09:02 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 52
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 44,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

الحسد حولها إلى برصاء ...
نحن نشك ولا نصدق بمن يقول إننى أحب الله وأفعل كل ما يرضيه وعندما نرى أفعاله نجدها ضد أقواله ، فهو لا يحب سوى ذاته وتتمركز هذه الذات حول نفسها فقط .

وها الكتاب يحكى لنا عن ذاك الأخ الذى تزوج وهذه
الزوجة عندما جلست فى وسطهم شعرت أخته بكأن هذه الزوجة الجديدة ثقلاً عليها ، ستسلبها حريتها وتأخذ عنها دورها ، وتزاحمها فى مكانها . لقد وضعها أخيها فى مكان القيادة وهنا القمة لا تتسع لها للزوجة الجديدة ، وهنا فقط دبت الغيرة الرديئة فى داخل قلبها ، الغيرة الحاسدة وإشتعلت نفسها بالحسد تلك هى مريم النبية أخت النبى موسى وهارون الكاهن ذهبت بدون حرج إلى أخيها هارون تعبر له عن سخطها الناتج عن ضعفها وشر حسدها . وهنا تكلمت مريم وهارون على موسى بسبب المرأة الكوشية التى أتخذها ، نست مريم وضعها ومركزها الحقيقى وتخطت من خلال حسدها تخوم إتضاعها . ونست كل ما فعله موسى النبى من أجلها ولأجلها حتى قالت هى وهارون وهما يتناجيان كمداً وغيظاً : هل كلم الرب موسى وحده ؟ ألم يكلمنا نحن أيضاً ... هذه المره تدخل الله بذاته وأصدر إليهم الثلاثة موسى وهارون ومريم ، أن يخرجوا إلى خيمة الإجتماع ... هذا المكان الذى إرتضى فيه الله أن يجتمع مع شعبه ، وتوجه الثلاثة . ونزل الرب فى عمود السحاب ووقف فى باب الخيمة ، ودعا هارون ومريم فخرجا كلاهما وساعتها

بادرهما الرب بهذا العتاب ، رداً على ما كانا يتناجيان به
أو يتذمران ... إسمعا كلامى ، إن كان منكم نبى للرب فبالرؤيا أستعلن له فى الحلم أكلمه . أما عبدى موسى فليس هكذا ، بل هو أمين فى بيتى أتكلم معه . لماذا لا تخشيان أن تتكلما على عبدى موسى..؟ وحمى غضب الرب عليهم ومضى .. ومضى ... ليترك مريم برصاء كالثلج ينخر فى عظامها المرض بعد أن كان قد نخر فى قلبها الحسد . ومكثت مريم فى برصها فى مكانها تؤخر بخطيتها ارتحال شعبها وتعطل مسيرته ، لعلها وهي غارقة في أفكارها كانت تقول ... كيف وصل بي الحال لهذا الوضع ..؟ كيف تركت نفسي للحسد والخطية ، للغيرة الرديئة ..؟ كيف أنسي ما فعلته حباً بأخي موسى حينما كان رضيعاً بعد ..؟ كيف كنت اتبعه متسللة خلف الأشجار وهو مسجي في سفطه البردي حتي تلتقطه ابنة الملك . كيف وكيف وكيف ..؟ كيف انسي فضل أخي علىّ وأنا أقود المسيرة ، وجميع النساء ورائي بدفوف ينشدن ويرقصن ، لقد جعلني نبيه وشرفني . فكيف تأكلني نار الغيرة وكيف ينهشني المرض الآن ..؟ ويتحدث هرون إلي موسى الذي كان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض ، فيصرخ لله بكل محبة .. ( اللهم أشفها ) هكذا ظلت مريم الحاسدة ، تناجي

نفسها ، مطرودة خارج المحلة ، طريدة من ضميرها ، خائفة
من ربها ، متألمة من مرضها ، لأن الحسد لا يضر إلا صاحبه ، وظلت مريم كحسب أمر الرب سبعة أيام في بؤسها وشقائها وبعد تلك العقوبة يتم شفائها ، بعد أن أعطيت للأجيال من بعدها درساً علي مر الأيام .. نعم المحبة لا تحسد ، لابد أن نعلم بأن الحاسد هو اول الخاسرين فماذا كسبت مريم من حسدها لأخيها النبي موسى ..؟ سوي المرض والإندراء وأيضاً الخجل والفضيحة بين إخواتها وكل عشيرتها وبالأكثر غضب الله عليها ورفضها خارج المحلة سبعة أيام ..
نعم لقد كانت مريم في حسدها تدين أخيها موسى بسبب عدم محبتها ونسيت إن المحبة لا تحسد .
+ قيل إن ثلاثة رهبان شافوا راهباً خرج من قلايته بعيداً ، رآه الأول فقال يا له من راهب محب للمال خرج إلي العالم يقتني مالاً ، والثاني ظن فيه انه خرج بسبب شهوته ، أما الثالث فظن انه خرج بعيداً عن القلالي ليختلي مع إلهه بالصلاة ، فالواقعة واحدة لكن كل منهم رآه ، لا كما هي ، بل من خلال قلبه وحياته الداخلية ...
لهذا يقول الآباء ان الكمال – في المسيح يسوع – يحجب

أعيننا عن معاينة عيوب اخواتنا فلا نري إلا ربنا ، ولا
نقدر أن ندين أحداً ..
  رد مع اقتباس