علاقتنا نحن بالآخرين
سأل ناموسى السيد المسيح قائلاً : ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ..؟ فأجابه الرب معلماًُ " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك . فقال بالصواب أجبت . إفعل هذا فتحيا . مــن هــــو قـــريبــى ..؟
أجاب الرب يسوع وذكر له قصة السامرى الصالح ، وكيف أن الشخص الغريب الجنس صنع معروفاً مع إنسان يهودى عدو له بينما لم يصنع معه أقرباءه ( الكاهن واللاوى ) هذا المعروف ، بل تركوه بين حى وميت . ثم قال له الرب يسوع إذهب أنت أيضاً وأفعل هذا .
لذلك ينبغى أن تقوم علاقتنا مع الآخرين على أساس المحبة ، حتى مع أعدائنا .. وكيف ذلك ؟ .. كيف نحب أعدائنا.. ؟ حقاً إنه بلا شك أمر صعب جداً .. كما أنه أيضاً سهل جداً .. صعب بالطبيعة البشرية .. وسهل بالطبيعة الإلهية .. لقد قتل قايين أخاه هابيل فى بدء العالم ، ولقد مات الإبن الوحيد الجنس من أجل الخطاه وهو لم يعمل أى خطية . وبينما تبدوا أمامنا وصية المحبة ثقيلة على الناس العالميين ، نجد أنها تصبح سهلة على المسيحيين الحقيقيين
فالذى لا يستطيع أن يحب الآخرين هو بالتأكيد لم يختبر الحب
الإلهى نحو الله . أما الذى أحب الله وأتحد به وأخذ منه ( إذ أنه ينبوع المحبة ) الله محبة وصار واحداً مع الله ، أى صار إنساناً مسيحياً فهو بالتأكيد يفيض قلبه حباً من نحو الآخرين ، إذ أنه قد صار متحداً بالإله المحبة ، فكيف لا يحب فيما بعد الآخرين ؟ .. ودائماً الصوت الإلهى يرن فى أذاننا معلماً " أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً ، لأن المحبة هى من الله ، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله " ( 1يو4: 7 ) ، " الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه " ( 1يو4: 16 ) " كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله " فإن هذه هى محبة الله أن نحفظ وصاياه . ووصاياه ليست ثقيلة ، لأن كل من ولد من الله يغلب العالم ... " من هو الذى يغلب العالم إلا الذى يؤمن أن يسوع هو إبن الله " ( 1يو: 5 ) حقاً أن السيد المسيح هو وحده الذى سبق فغلب العالم " وهكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو3: 16 ) ، لهذا عندما نعيش مع الله ونسلك حسب وصاياه ونتحد به ، نصير أولاداً لله على صورته وتصبح محبتنا للجميع أمراً فى منتهى السهولة ولا نبذل فيها مجهوداً ، بل تصبح من طبيعتنا ، إذ أن الله حال فينا
فنحب ويزداد حبنا بلا تعب وبلا مقابل ، فهو حب غير ناقص
لأنه ليس منا بل من الله الساكن فينا ... ولكن إن كنا نرى ثقلاً فى وصية الرب . أن نحب الجميع فعلينا أن نبحث أولاً فى علاقتنا بالله ومدى إتصالنا به وهل هو حقاً متحداً بنا أم لا ...؟
إبحث عزيزى أولاً لئلا تبتعد عن الطريق لأن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس ، وعلينا أن نقف فى الطريق وقفة طويلة سائلين . لماذا لا يسمع الله صلواتنا ..؟ ولماذا لا يعطينا عندما نطلب ..؟ ولماذا لا يقبل أصوامنا ..؟ ولماذا ... ولماذا ... ولماذا ..؟ وكما قال الرسول يا إخوتى " إن كان لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لى محبة ، فلست شيئاً " فسنقف فى الطريق وستقف عبادتنا ، ونصبح لا شئ ، فإن لم يمتلئ القلب بالحب للآخرين . وعلى العكس سنسير بسرعة فائقة ، فى طريقنا إلى السيد المسيح . إذا إمتلأ القلب بالحب للسيد المسيح . وهكذا وصلت تلك المرأة الخاطئة بأقصر الطرق وأسرعها . وفى ذلك يقول معلمنا بولس الرسول " ولكن جدوا للمواهب الحسنى ، وأيضاً أريكم طريقاً أفضل " ( 1كو12: 13 ) وفى الحقيقة وبالحق وإن لم يتدرب القلب على إقتناء فضيلة المحبة فى العالم فكيف يعيش فى المحبة الدائمة فى الحياة الأبدية ..؟