عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 07 - 2012, 08:55 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,924

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

وكسبت السماء الرجل
لقد ذهب الجندى مع كتيبته إلى إسنا لكى يمارس فيها جنديته حسب الأوامر وهناك رأى العجب " رأى المحبة العملية " إذ كيف يذهب إليكم ليضطهدهم ويقابل منهم بكل هذا الحب هناك وجد من يقدم له الطعام والشراب وعندما سأل لماذا يفعلون معنا كل هذا بينما نحن جئنا إليهم لنحتل مدينتهم وندب فيها الخراب ..؟ كان ردهم هو بأنهم مسيحيون من خاصة السيد المسيح ، والذى منه تعلموا المحبة العملية ، المحبة المحتملة ، المحبة الفاخرة ، وهنا تحول وهو منحنى بروح الإتضاع أمام أهل إسنا لقد غيرت فيه الذئب

وحولته إلى الحمل الوديع. هذا هو القديس الأنبا باخوميوس
أب الشركة ، الذى صار جندياً صالحاً للسيد المسيح وهو وأن تحول إلى محبة ووداعة الحمل الوديع لكن كان لا يزال على طبعه جاداً وحازماً رغم ما يغمر قلبه من محبة الله وكل الناس ، ففى مرة من المرات جاءه تلميذه ثيئودوسيوس ليخبره بأن واحداً من زملائك قرر ترك حياة الرهبنة ، ليعود إلى العالم ، هذا العالم الذى مات عنه من زمن لبسه زى الرهبنة ، وهنا تساءل الأنبا باخوميوس عن السبب وكان رد تلميذه فى محبة متجاسرة . من أجل معاملتك له القاسية . فلقد عاملته يا أبى بقسوة أكثر من مرة حتى شك فى محبتك له ، ولست أدرى ماذا سينتهى إليه حال زميلى ..؟ معذرة يا أبى فقد سلكت معه سلوكاً غريباً ، هكذا تصرفت لكى أؤخر إنصرافه فقد إستمعت إليه وهو يشكو . ثم بادلته الشعور ، بل تظاهرت أيضاً إننى أضيق ذرعاً بمعاملتك القاسية . رغم إننى على ثقة يا معلمى إنك تطيل آناتك علىّ ... وبحكمة الروح القدس الحال فيه طلب من تلميذه أن يجئ به إليه على شرط مصحوب بالرجاء " أرجوا يا إبنى أن تطيعنى فيما أوصيك به الآن ... هل تعد نى..؟ وكان رد تلميذه – سأكون مطيعاً لك يا أبى...

تعال معه ووبخنى أمامه بشدة لا تشفق علىّ من أجل السيد
المسيح . وبخ قساوة قلبى وسوء تدبيرى عساه يكشف ما لم يستطيع أن يكتشفه . وحاول تلميذه أن يعترض ولكن نظرة من عين القديس جعلته يذكر وعده هذا الذى تعلم دوماً أن يكون فى طاعة . وعادا سوياً التلميذ والراهب المزمع أن يترك مكانه ، وبدأ التلميذ حسب الوعد من معلمه يتحدث إلى القديس ، والقديس إليه سامعاً وبكل جسارة بدأ يوبخه على قساوته فى معاملة الرهبان ، بينما كان القديس فى وداعته يحتمل ويطيل آناته ولا يظهر عليه الغضب بل يشع من وجهه كل محبة ، الأمر الذى جعل الراهب الآخر يخجل بل ينتهر زميله على تجاسره ، وهنا حدثت المعجزة ، فقد صنع الراهب ميطانية لأبيه الروحى بعد أن أدرك محبة القديس ، صبره وطول آناته وترفقه وقال – ها أنا أعود يا أبى إلى سيرتى . محبتك وطول آناتك وترفقك يعيدانى إلى سيرتى . وإنصرفا بعد أن أعطاهما القديس باخوميوس الدرس العملى فى أن " المحبة تتأنى وترفق ...
ولنعود سوياً لكى يحكى لنا تاريخ عن تأثير المحبة العملية وعن المحبة العاملة بوصايا السيد المسيح ...

ذات يوماً وكان المعلم جرجس أخو المعلم إبراهيم الجوهرى
كان ماراً فى أحد الشوارع وفجأة يجد من أطال لسان الشر عليه وظل يقذفه بالألفاظ الشريرة ، مما جعله أى المعلم جرجس أن ذهب إلى أخيه غاضباً وصائحاً فيه ، بأن هذا الرجل لابد من تأديبه وعندما إستفهم أخيه منه عن السبب قال له مهدئاً سأقطع لك لسانه ، وكان يقصد قطع لسان الشر الحال بداخله . وكما قال الرسول
" فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فإسقيه . لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه ، لا يغلبنك الشر بل إغلب الشر بالخير :
( رو12: 20-21 ) ، ليتنا نتعلم كيف نغلب الشر وننتصر عليه بسلاح المحبة ..؟ فالمعلم إبراهيم كلف خادمه بأن يحمل لهذا الرجل الذى أساء إلي أخيه جرجس بأن يحمل له إلى منزله تلك الأشياء والتى كانت عبارة عن أقمشة ودقيق وأرز ... إلخ .. وهنا تم تحويل البغضة إلى محبة والجفاء إلى الترحيب والشر إلى الخير وهذا ما جعل المعلم جرجس يتساءل ماذا جرى لهذا الرجل الذى كان بالأمس يهاجمنى بلسان الشر أما الآن فيقابلنى بالترحيب وبكل الحفاوة..؟ لقد غيرته المحبة التى أظهرها المعلم إبراهيم الجوهرى من نحوه وأمتص بهذا كل كراهية وكل بغضة إلى محبة وإلى ترحاب

بمن أطال لسان الشر عليه فحقاً " غاية الوصية فهى
المحبة من قلب طاهر ... إلخ ".
  رد مع اقتباس