
14 - 04 - 2017, 08:52 AM
|
|
|
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
|
|
|
|

أمَّا سمعان فكان عبداً من القيروان إحدى القُرى الليبيّة، لذلك سُخِّرَ ليحمل الصليب خلف يسوع، فأداة العار هذه لا يحملها إلاَّ العبيد، وقد حمل سِمعان الصليب وهو لا يدري أنَّ من يحمل صليبه هو القُدّوس الَّذي أخلى نفسه " آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ " (في7:2)، لكي يعتقنا " مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ " (رو21:8).
وليس بغريب إن كان سِمعان حَمِلَ الصليب في البداية مُجبراً، لكنَّه سرعان ما فَرِحَ لأنَّه تيقّن أنَّ حملْ الصليب، هو تخفيف عن إنسان بريء لم يعمل شراً في حياته، وهو بذلك يُمثّل النفوس الَّتي تهرب من حَمل الصليب عندما يُلقى عليها، ولكن ما أن تضعه على منكبيها وتحمله عن رضى تُدرك في الحال قيمته الخلاصيّة، وتشكر الله الَّذي رآها جديرة أن تحمله، وعندما تستمر في حمله تعرف معنى قول الرب: " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي.. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيف " (مت30:11) وقد كان الصليب المُقدَّس على كتفي سِمعان كجناحي الطير!
|