[walaa farouk]

بينما صوب الكتبة والفريسيين سهامهم ضد المسيح نجده في لطف يقول "كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه" فهو يحث الشعب على الخضوع لهم، لا من أجل سلوكهم لكن من أجل السلطة الدينية الني في يديهم، ومن أجل ناموس موسى الذي يشرحونه لكم ولكنهم للأسف كانوا يقدمون تعاليم موسى كوعظ جيد لكنهم لا ينفذونه، فأستفيدوا أنتم مما يقولوه لكن إياكم أن تمارسوا أفعالهم، والمسيح أعطانا أن نتمثل ونقتدي بالله لا بإنسان "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل". فلا يصح أن نعمل الخطأ مبررين ذلك بأن هذا أو ذاك مهما كان منصبه يفعل هذا الخطأ.

ترك معلمي اليهود الاهتمام بتنفيذ الوصايا إلى الاهتمام بالمظهريات وماذا يقول عنهم الناس، فالوصية في حد ذاتها ليست صعبة، وذلك لأن الله يعطي معونة على أن ننفذها ولكن لن يدرك هذا إلاّ من حاول تنفيذ الوصية. لذلك فالسيد يقول احملوا نيري فهو هين وحملي فهو خفيف، فهؤلاء المعلمون اليهود لم يختبروا هذا ولذلك فهم يتصورون أن الوصايا ثقيلة عسرة ويعلمون الناس هذا، هؤلاء عوضًا عن أن يقدموا للناس خدمة في محبة مهتمين بالضعيف طلبوا الأماكن الأكثر كرامة، أمّا الشخص المختبر الذي عَرِف معونة الله ولذة الوصية فيجدها سهله بل وصالحة في كل وقت للممارسة..

فالتحترس مما حذر منه السيد المسيح تلاميذه قديمًا، احترس لئلا تقع فيها انت أيضاً في هذه الأيام، فلا تضع عينك على خادم معين أو شخص مرموق ومعروف في الخدمة، بل لتكن عينيك على الله..