راهباً مبتدئاً
انضم بروخوروس إلى دير ساروف الكبير و هو في التاسعة عشرة من عمره. كان قوي البنية، تبدو عليه علامات الذكاء و الحيوية. عيناه زرقاوان. وروحه فرحة مرحة.
سلك في الطاعة والتواضع وصلاة القلب والأصول الرهبانية ككل الرهبان. عمل في الدير خبّازاً و عمل نجّاراً. جمع بين العمل و صلاة يسوع. واعتاد أن يقول فيما بعد: "كل الفن هناك! فسواء جئت أم ذهبت، كنت جالساً أم واقفاً أم في الكنيسة، لتخرجْ هذه الصلاة من بين شفتيك: أيها الرب يسوع المسيح، ارحمني أنا الخاطئ. فإذا استقرّت هذه الصلاة في قلبك، وجدت سلاماً داخلياً و خفراً في النفس والجسد". هذه الكلمات كانت نتاج الخبرة لديه.
لاحظ رؤساء بروخوروس صبره و احتماله وحميّته في الخدم الليتورجية فجعلوه قارئاً. وكان محباً لكتب الآباء. نُهي عنه أنه درس مؤلّف القديس باسيليوس الكبير عن الخلق في ستة أيام وكذلك مقالات القديس مكاريوس وسلّم الفضائل للقديس يوحنا السلّمي وغيرها من كتابات الآباء النسّاك، إضافة إلى الكتاب المقدس الذي اعتاد أن يسمِّيه "زوّادة النفس"، وكان يقرأه، لاسيما العهد الجديد منه، واقفاً أمام الإيقونات.