هذه جروح أمي !
***
عندما نزل الطفــل نهــر النيــــــل + + + ليسـبح ويخــفف من حــرَّ الصـــــعيد
ألقى الطفل بنفسه في النهر بتهليـل + + + وكانت أمه تراقبــــــــه من بعيــــــــد
وأخذ يسبح متوجهاً إلى العمق الجميل + + + وهو لا يعلم أن هناك تمساح عنيد
***
وشـــاهدت الأم الأثنين يســـــــــبحان + + + والتمسـاح يقترب من إبنهـا الصغير
فأخذت تصيح بصــــراخ في توهــان + + + ليســـمع إبنتـها صــراخها الخـطــير
ولما سمع إبنها صراخها في حنـــــان + + + إستدار ليعود إليها مُسرعاً في تدبير
***
ولكن التمســـاح قد لحـــق بالصـــغير + + وكانت الأم تنتظره على معـدية خشبية
مدتْ الأم ذراعيها وأمســكت بإبنــها + + ولكن التمساح كان قد أطـبق على قدميه
وكانت معركـة طاحنـــــة بين الإثنين + + التمسـاح وهو الأقـوى من الأم المتلـهفة
***
وصـارت الأم تشــــــد إبنهـا بيديهــــا + + + وأظافرها التي إنغرست في ذراعيه
وتصادف مرور فلاح يحمل ســــلاحهُ + + + فسمع صراخ الأم وهي تنادي عليه
فصوب ســلاحه بسـرعة نحو التمساح + + + بأعيرة نارية متتاليـــة فقضى عليـه
***
وبعـد أســـابيع عديــدة فـي المـستشـفى + + + إسـترد الطفـل بعد صــــراع حيـاتهُ
وكانت قدماه ملأيّ بالجروح الغائـرة + + + من أنيــاب التمســاح القويــة الحــــادة
بينما كانت ذرعاه جروحها من أظافر أمه + + التي إنغرســت فيـه من كـثرت حُبـهِ
***
وبعد خروجهم من المسـتشـفى مُهللـين + + + الطفـــل وأمـــــه فرحـــين ومُهنئيــن
وإذا الطفل يريهم جروحه وهم سائلين + + + هذه جـــروح فــك التمســـاح اللعــين
ثم يقول بإعزاز لأصـــدقائه المهنئين + إنظروا ذراعي فإنها ملأيّ بالجروح الإثنين
***
ولكـــن هــــــذه جــــــروح ... أمـي + + + الذي نقلتني من المــــوت إلى الحيـــاة
وهـــذه أيضــــاً جـــــروح إلهـــــــــي + + + وإكلـــيل الشــــوك مغروس في جبــاه
وهــذا صــــليب يســـــوع ملكـــــــــي + + + والمُــــــر والخــــــــــل في شـــــــفتاه
***
وهــــذه مســــــــــامير وثقـــــــــــــوب + + + في يديــــــك يا إلهــــي وقدميـــــــــك
وأنت طاهـــــــــــر بلا عيــــــــــــــوب + + + والجلــد بالســياط والبصـــاق عليـــك
جــــروح وآلام لتمحـــــو الذنـــــــــوب + + + وغفرتْ لمن صــلبوك وإسـتهزؤا بك
***
وطعنــــة الحربــــــــة في جنبـــــــــــك + + + والصـــــلب من أجلنـــــــا والعـــــــار
وليس الخــطايا والآثـــام ذنبــــــــــــــك + + + وأنت القــدوس والإلــــــــه البــــــــار
وغفـــرت لنــــا الذنـــوب بصـــــــــلبك + + + وفاديتنـــا وجعلتنـــا أبناء أطـهــــــــار
***
مرقس إســكندر مقار