ميزات شخصية:
كان قسطنطين هادئاً، ساكناً، سيّداً على الأهواء التي تضني المقتدرين بعامة. على القطع النقدية ظهر واقفاً ونظره إلى السماء كما ليؤكد بذلك، أن على الحاكم أن يكون رجل صلاة، وسيط سلام واتفاق في مُلكه. في قصره، كما قيل، أفرز صالة كان يعتزل فيها ليصلي ويتأمل في الكتاب المقدس. كما كان يمضي لياليه أحيانا، في كتابة الأحاديث التي كان يحثّ الشعب فيها على محبة الحقيقة والفضيلة. وإذ علم ذات يوم أن أحدا ألقى حجراً على رسم يمثله وطُلب منه أن يكون عقابه للجاني صارماً، مرر يده على وجهه وابتسم قائلاً: "لست أُحسن بأي جرح في وجهي وأنا بصحة جيدة". ثم ترك المتهم يذهب في سبيله. كل من كان يدنو منه ملتمساً خدمة مباركة كان واثقاً من حصوله عليها. في ذلك الحين كما عبّر العديد من الآباء القديسين، كان بالإمكان القول أن الله كان هو الحاكم بالفعل بين الناس.