مجمع نيقية: بعد أن أحرز قسطنطين انتصاره على ليسينوس، جعل همه الأول أن يستعيد وحدة الكنيسة ويرسخها، بعدما تهددتها هرطقة آريوس، الكاهن المصري. لتحقيق هذا الهدف بعث، بواسطة هوسيوس، أسقف قرطبة، رسائل إلى الكسندروس الإسكندري وآريوس عبّر فيها عن ألمه إزاء الانقسام الحاصل ، ثم دعا كل أساقفة المسكونة إلى نيقية إلى أول مجمع مسكوني مقدس، وذلك عام 325م. هذا التلاقي، الأول من نوعه، والذي أتى بأساقفة من أطراف المسكونة، كان تعبيراً كاملاً عن ملء الكنيسة ووحدة الإمبراطورية المسيحية. وقد جلس الإمبراطور في وسط الأساقفة، مرصعاً بالجواهر. أفتتح الجلسات موجهاً الشكر إلى الله لهذا الاجتماع وحث المشتركين على السلام وأن يحلوّا الخلافات التي بذرها إبليس في بيت الله. كما اشترك في المداولات، ونجح بوداعته واتزانه في مصالحة المتخالفين. ثم عند المجمع إلى إدانة آريوس وأتباعه. كذلك تقرر الاحتفال بالفصح المجيد حيثما كان، في تاريخ واحد، بمثابة علامة لوحدة الإيمان. وبعدما جرى ختم الجلسات دعا قسطنطين الآباء القديسين، بمناسبة عيد حكمه العشرين إلى مأدبة كبرى، قدم لهم بعدها الهدايا السخية وأعادهم بسلام إلى ابرشياتهم. إمبراطور للمسيح: في السنة التالية 326م، جرت عمادة الإمبراطورة هيلانة. ثم قامت برحلة حج إلى فلسطين. بعد أن شرح القديس مكاريوس أسقف أورشليم حالة الأماكن المقدسة وخشبة الصليب التي دثرها الإمبراطور أدريانوس عام 126م تحت الأتربة والأزبلة. هذا وقد أمر قسطنطين بتشييد بازيلكيا(كنيسة صغيرة) فخمة في المكان، جعلها باسم كنيسة القيامة. جرى تدشينها في العام 337م، بمناسبة الذكرى الثلاثين لتبوئه سدة الحكم.
