دخل قسطنطين رومية دخولاً مظفراً فحيته الجموع بمثابة محرر ومنقذ ومحسن. وقد رفع راية الصليب فوق النُصب الرئيسية في المدينة، كما أقيم تمثال للإمبراطور حاملاً في ي\ه الصليب بدل الرمح، علامة نصرة وشعار سلطان اقتبله من المسيح. وعند قاعدة التمثال جُعلت هذه الكتابة: "بهذه العلامة الخلاصية التي هي علامة الشجاعة الحق، أنقذت مدينتكم من نير الطاغي وأعدت للمشيخة وشعب رومية مجده السالف.
هذا وقد ردّ قسطنطين للمسيحيين كل الممتلكات التي سبق لمكسنتيوس أن صادرها منهم، كما أرجع المنفيين وحرر الأسرى. وأوعز بالبحث عن رفات الشهداء الذين سقطوا أثناء الاضطهاد الكبير. المسيحيون، بعد هذه النصرة، وبعد تشنيع واضطهاد طال أمدهما بات بإمكانهم أن يخرجوا من الظل ويتمتعوا بحماية الحاكم. بعد ذلك بأشهر التقى قسطنطين الإمبراطور ليسينيوس، إمبراطور المشرق، في ميلانو(313م) فوقّع الاثنان مرسوماً وضع حداً لاضطهاد المسيحيين وأجاز لهم ممارسة إيمانهم بحرية في كل أرجاء الإمبراطورية. مما جاء في ذلك المرسوم: "إذ أدركنا منذ زمن بعيد، أن الحرية الدينية يجب أن لا يُحرم منها أحد، بل يجب أن يُترك لحكم كل فرد ورغبته أن يتمم واجباته الدينية وفق اختياره، أصدرنا الأوامر بان كل إنسان من المسيحيين وغيرهم، يجب أن يحتفظ بعقيدته وديانته.. لذلك قررنا بقصد سليم مستقيم، أن لا يُحرم أحد من الحرية لاختيار واتباع ديانة المسيحيين، وأن تعطى الحرية لكل واحد لاعتناق الديانة التي يراها ملائمة لنفسه، لكي يُظهر لنا الله في كل شيء لطفه المعهود وعنايته المعتادة.