وقيل إن قسطنطين صعد إلى مكان عال وعاين أعداءه وعرف تفوقهم فارتبك. فإذا بصليب هائل يظهر في السماء عند الظهيرة، قوامه نجوم وحوله استبانت الكلمات التالية باللغة اليونانية: "بهذه العلامة تغلب". ثم في الليلة التالية ظهر له الرب يسوع بنفسه وأوصاه بإعداد صليب ماثل للصليب الذي عاينه في الرؤيا وأن يرفعه بمثابة راية على راس جيشه. إذ ذاك تلألأت علامة الغلبة من جديد في السماء. فآمن قسطنطين من كل قلبه أن يسوع المسيح هو الإله الأوحد، خالق السماء والأرض، الذي يعطي النصرة للملوك ويرشد الكل إلى النهاية التي سبق فرآها من قبل كون العالم. وهكذا ما أن طلع النهار حتى شرع قسطنطين في إعداد صليب كبير من الفضة وأعطى الأمر أن يُضع على رأس العسكر عوض النسور الملكية. وكعلامة للنصرة على الموت ونصباً للخلود. مذ ذاك أخذ قسطنطين يتعلم المسيحية وينكب باجتهاد على قراءة الكتب المقدسة. فلما دارت رُحى المعركة المصيرية عند جسر ملفيوس، المعروف اليوم ب"Ponte Mole" على بعد ميلين من رومية، في 28 تشرين الأول سنة 312م، حقق قسطنطين بنعمة الله وقوة الصليب، نصراً كاسحاً وغرق مكسنتيوس وضباطه في نهر التير.