463 - طريق الحياة شاق ٌ طال أم قصُر . الارض ملعونة ٌ مليئة ٌ بالتعب والشوك والحسك . منذ وطأت أقدام آدم وحواء الأرض والتعب والألم والوجع والمعاناة تغطي الطريق كله . عاش الانسان منذ خرج من حضرة الله في جنته سلسلة ً من التعاسة والشقاء ، فقد بهجة رفقة الله ، اضاع جمال التواجد مع الله ، حُرَم من نور الشركة مع الله ، حتى جاء المسيح ، سار في طريق الحياة ، وطأت قدماه الاشواك التي تملأ الارض ، عاش حياة الانسان ، عاش معاناة الانسان ، عاش ضياع الانسان وحرمانه من الله . ومده يده الى تلاميذه ِ وتابعيه ، مد يده ُ الى الانسان ، الى كل انسان ، الى كل الناس وقال : " اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ ........ أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَان " ( يوحنا 15 : 4 ، 5 ) . اثبتوا في ، تمسكوا بي ، أنا اثبت فيكم ، أنا اتمسك بكم ، أنا احيا معكم ، أحيا فيكم . الكرمة تحيا في الاغصان ما دامت الاغصان ثابتة ً في الكرمة لا تبتعد ولا تنفصل . الثبات في المسيح ، الحياة في المسيح ، الالتصاق بالمسيح ، الشركة مع المسيح تغير شكل الحياة . الثبات في المسيح والحياة فيه والشركة معه تقوي من كل ضعف ، تشفي من كل مرض . الثبات فيه يطرد كل حزن ، يُبعد كل شك ، يمنع كل فشل ٍ ومرارة ٍ ويأس . اذا عشت في المسيح تحيا السعادة والفرح والبهجة سواء أكنت على قمة جبل المجد أو وادي الاتضاع ، سوف تغطيك اجنحة الحب ، سوف ترفعك الاذرع الابدية ، ستكون في رفقته . لا تدع شيئا ً يعكر صفو الرفقة معه . لا تسمح ان يفصلك عنه فاصل ٌ أو عائق . في رفقته ِ سلام ، في صحبته ٍ أمان ، مهما احاطت بك مخاطر الحياة وشرور العالم . إن عبرت الأتون ، إن سرت في النار ، إن خطوت فوق الجمر هو هناك ، يطفئ الأتون ، يبرّد النار ، يجعل الجمر بساطا ً تحت قدميك وتحت قدميه . في رفقته ِ سعادة ، في صحبته ِ فرحة ، حتى لو سرت في وادي ظل الموت وسط الاحزان يفزع الموت منه ومنك ويهرب ، تتراجع الاحزان منك ومنه وترحل ، تجف الدموع . رفقته ُ دائمة ، صحبته ُ مستمرة ، الثبات فيه كل يوم ، مسيرتك معه لا تنتهي . لا تُفلت يدك من يده ، لا تُرخي قبضتك ، تمسك به ، تمسك به دائما ً واثبت فيه وهو فيك . في حياتك هنا التصق به ، انت في حاجة ٍ اليه . في طريقك الى الابدية أمسك بيده ، أنت في حاجة ٍ اليه