هل انتهت قصة مريض بيت حسدا!! وهل لا توجد نماذج أخرى يمكن أن تنهض في كل العصور والأجيال لتؤكد أن يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد!! إن كتب الدنيا لا تتسع لعمل المسيح المتكرر مهما اعتقد الناس أنه من المستحيل أن يبرأ هذا الإنسان أو ذاك من المرض الذي أقعده وأشله وقتل حياته وآدميته، طالما أن لنا الإيمان بمحبة السيد الذي يطل على آلام الناس، وبقدرته العجيبة في إبرائهم وشفائهم!! وربما نستطيع أن نعطي صورة أو نموذجًا من واقع قارتنا الأفريقية، عندما جاء روبرت موفات المرسل العظيم إلى هذه القارة، امتلأت حياته بالمعجزات التي صنعها المسيح على يديه ولعل قصة: «أفريكانر» تعد من أعظم الصور للقدرة الإلهية!! قال روبرت موفات ذات يوم لأحد أصدقائه المضيفين: «إني ذاهب إلى مضارب أفريكانر»!! وارتفعت صيحات السامعين إذ قال المضيف: «إنه سيجعلك هدفًا لغلمانه لكي يصوبوا اسهامهم إليك» وقال آخر: «ويسلخ جلدك ويصنع منه طبلاً يرقصون عليه» وقال ثالث: «وسيصنع طاسا للشرب من جمجمتك» وقالت امرأة وهي تتنهد: «لو كنت طاعنًا في السن لكان الخطب هينًا، لكنك شاب تقدم نفسك فريسة للوحش» ولم يعبأ موفات بكل هذا الكلام!... وذهب،... وحدثت المعجزة العجيبة، إذ أن أفريكانر لم يسمح فقط لموفات بالعمل بين شعبه، بل جاء هو إلى المسيح، وتحول الوحش قديسًا، وفي سنة 1819م ذهب موفات إلى مدينة رأس الرجاء الصالح ليرسل تقريرًا إلى جمعية لندن التي أرسلته، ويتلقى تعليمات جديدة منها، ...