قال السيد للرجل:« قم إحمل سريرك وإمش»، ولم يقف الرجل ليناقش الأمر ويسأل كيف يمكن أن يكون هذا، وأنا لا أستطيع الحركة. ولم يتردد ليزن الأمر بالموازين الذهنية التي يمكن أن تقول له إن الفراش هو الذي يحمله، وهو لا يستيع أن يحمل الفراش، كما أنه لم يجادل في أن البركة لم يتحرك ماؤها، وبالتالي لم يأت ملاكها، وكيف يمكن أن ينال الشفاء بعيدًا عن المعتقد أو المتعارف عليه بين المرضى، إن الوجه الكريم الذي أطل عليه، والابتسامة المشجعة المنظورة بين الناس، إذ أنها في الواقع تفتح قلبه وذهنه إلى عالم آخر غير منظور، يتحكم في كل ما هو ظاهر ومنظور، إنها تفتح لها باب القدرة الإلهية التي تحكمها نواميس أعلى من النواميس المعروفة للإنسان، وهي تدعوه إلى الإيمان بهذا الباب والدخول منه إلى الصحة والقوة والحياة!!
لقد أدرك الرجل أن غير المستطاع عند الناس مستطاع لدى الله، وأن المفتاح الوحيد للوصول إلى ما يراه الناس مستحيلاً على الاطلاق، هو الإيمان، ولم يتردد في استخدام هذا المفتاح، وانتقل به إلى عالم جديد يختلف تمامًا عن عالمه القديم المليء بالعجز والضياع والكساح والمأساة والشقاء!!