على أن ما هو أسوأ من العجز نفسه، أن الرجل فقد الناس والملائكة معًا: «أجابه المريض يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما أنا آت ينزل قدامي آخر» (يو 5 : 7) وليس المجال الآن بحث الماء المتحرك الشافي الذي يحركه الملاك متى نزل، وقد تمكنت هذه العقيدة من الذين يذهبون إلى المكان لنيل الشفاء، ومن المتصور أن حوادث معجزية كثيرة حدثت في بركة بيت حسدا أو «بيت الرحمة» وكان الناس يسرعون بمرضاهم إلى البركة متى تحرك الماء، ولكن هذا البائس لم يكن له «إنسان» ليلقيه في البركة متى جاء «الملاك» فلا إنسان ليسنده، ولا ملاك ليسعفه، وفقد الرجل رجاءه في الناس والملائكة معًا، ولعله فقد الرجاء في الله أيضًا تحت وطأة المرض القاسي الطويل، ويعتقد أن الرجل عندما استمع إلى كلام المسيح، كان أقصى ما يتصوره، أن الشخص الرحيم الذي يناقشه بلواه وشكواه، يمكن أن يكون هو الرجل الذي يهتم به، عندما يأتي الملاك إلى البركة!! إنها مأساة قاسية يمر بها ملايين الناس في هذه الأرض، في رحلتهم المجهدة تجاه الأبدية، وإنها لمأساة محزنة ولا شك أن لا يجد الإنسان على الدرب الممتد الطويل إنسانًا أو ملاكًا يمد له يد المعونة والمساعدة والتعضيد، ولكن الطريق الخالي من الإنسان والملاك نجد فيه صديق البؤساء ورفيق المتألمين الرب يسوع المسيح!!