ولنا فى حالة الفتور الروحى هذه ثلاث كلمات ، فنجد :
1) قـــلبٌ غـافـل .
2) سعىٌ باطــــل .
3) حــبٌ عــامـل .
أولاً : قلــب غـــافل
وهى أولى خطوات الفتور ،
إذ يبدأ فى القلب بالغفلة والنعاس الروحى ، فهى تقول:
" فى الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. "
فلم تعد فى بيت خمر محبة الفادى ، بل تركت الأحضان السماوية التى كانت تعانقها وفى ليل التهاون والتكاسل وجدت نفسها بلا حبيب ، فلقد ضاع من أمام عينيها وجود عريسها ..
لذا قال الكتاب : " وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زواناً في وسط الحنطة ومضى "
(مت 13 : 25)
فالمشكلة تكمن فى نوم صاحب الحقل ، وليس فى وجود عدو ..
وقد تدخل الغفلة إلى قلب الإنسان من عدة مداخل أهمها :
1) الشعور بالذات والاعتماد على النفس والإكتفاء بماضى مجيد فى خدمة أو حياة مقدسة ..
لذا قال معلمنا بولس الرسول : " ليس إني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أُدرك الذي لأجـله أدركني أيضاً المسيح يسوع " (في 3 : 12)
2) وقت الفراغ الذى فيه يشفق الإنسان على نفسه فيتكاسل ويهمل قداسته كما فعل داود النبى ، فبرغم أنه وقت الحرب إلا أنه تكاسل ،
كما قال الكتاب :
" وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح إمرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً " (2صم 11 : 2)
فأخذها وزنى معها ثم قتل .. وتوالى السقوط ..
3) البيئة الروحية غير المقدسة التى يتواجد فيها المؤمن فيتأثر بمن هم حوله ، ولا يؤثر هو فيهم .. فتكون النتيجة أنه يتكاسل ويترك جهاده فيضيع فى تيارهم ..
لذا قال الكتاب : " لا تضلوا فإن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة "
(1كو 15 : 33) ،
كما يحذرنا قائلاً : "ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها .. "
(أف 5 : 11)
4) إهمال وزنة الوقت متناسياً أننى سأعطى حساباً عنها يوم الدين ..
فكل يوم يقدم الرب شيكاً قيمته 24 ساعة فهل أستثمر هذا الوقت أم أضيعه فأقع فى الدينونة ..
لذا قال الرب يسوع : " أليست ساعات النهار اثنتي عشرة إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم " (يو 11 : 9)
5) إهمال التواجد مع جماعة المؤمنين فى الكنيسة ، بما فى ذلـك مـن فقـد لبركات كثيرة ..
لذا قال الكتاب : " وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب "
(أع 2 : 46)
6) الإستسلام للكسل وعدم أخذ قرار صارم مع النفس لتقوم وتثابر مجاهدة ضد الخطية ..
لذا قال الكتاب : " غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب "
(رو 12 : 11)
لذا فالكنيسة تعلمنا فى تحليل الآباء الكهنة بعد صلاة نصف الليل فنقول :
[ نجنا وأحفظنا وأسترنا وانهضنا من الملل والضجر والتوانى والكسل .. ولا تدع العدو الشيطان يطغينا بواسع الأمل ، بل نبه عقولنا وايقظ قلوبنا من نوم الغفلة وتسويف العمر باطلاً .. ]
أيها القارئ الحبيب ، هل تعيش فى نهار كامل أم فى ليل مظلم ؟ هل فى نشاط كامل أم فى تكاسل وخمول .. ؟
هل تمارس أمورك العالمية بنشاط ، وتتكاسل فى حياتك مع الله ولا تسمع لصوته الخفيف ، ولا يشغلك إلا صوت العالم بضجيجه وإلحاحاته ؟
إن كان فى حياتك منفذ من هذه المنافذ تسرب منه الكسل والغفلة إلى حياتك .. إنها فرصة اليوم لتقوم وتبنى أسوار حياتك المنهدمة ولا تكون بعد عاراً .. فرصة لنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور .. نعم ، قم من الأموات فيضئ لك المسيح ..