" في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. إني اقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبه نفسي .. فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حـبلت بي .. أحلـفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبايائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء .. "
(نش 3 : 1 - 5 )
بعد أن انتهى الإصحاح الثانى الذى تركزت الأحاديث فيه ، كما قلنا قبلاً عن بحث الله عن الإنسان وعن عمل النعمة فى القلب ..
تعود العروس من جديد هنا فى الإصحاح الثالث لتتحدث ، لكننا نرى أحاديثها وقد تركزت على وجه العملة الآخر .. ألا وهو بحث النفس البشرية عن الله ، وذلك بالجهاد الروحى .. فالحياة الروحية هى جهاد تؤازره نعمة ، أو نعمة تعين جهاد المؤمن لتخلصه ..
ولقد مرت العروس بمرحلة جفاف روحى إذ طلبت من الحبيب أن يُخرج لها الثعالب الصغار المفسدة للكروم .. وإنتهت هذه المرحـلة عندما قالت :
" حبيبى لىَّ وأنا له .. الراعى بين السوسن .."
وما لبثت أن عادت من جديد فى إنحدار آخر ، لا فى حالة جفاف بل فى حالة فتور روحى ..
وهى مرحلة أصعب من مرحلة الجفاف الروحى ..
فالفتور الروحى هو عملية إنحلال قلبى وضياع لا تجد فيه النفس عريسها الرب يسوع المسيح .. فتقول :
" بالليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى .. طلبته فما وجدته .. "
فهى مرحلة فتور ونوم وكسل وتراخى يمر بها جميع الذين لم يبدأوا بعد فى طريق التوبة ، كما قد يعانى منها بعض الذين بدأوا ..
إذ يمرون بليل الخطية ويشتاقون إلى فجر جديد تشرق فيه شمس البر والشفاء فى أجنحتها فيقومون من فتورهم وتكاسلهم ..