فما هو الفتور الروحى؟!
يقول يوحنا كاسيان "الفاتر هو المتردد بين الفضيلة والرذيلة، يريد الفضيلة لكن يجبن عن الجهاد، ويكره التعب من أجلها"،
و يقول الأسقف فيكتورينوس عن الفاتر روحياً "إنه ليس بغير مؤمن ولا مؤمن، بل هو كل شيء لكل أحد".
و أيضاً يقول القديس أغسطينوس "أنني أتجاسر فأقول أنه خير للمتكبرين أن يسقطوا في عصيان واضح مشهور حتى يحزنوا في نفوسهم لأن سقوطهم هو بسبب فرحهم بذواتهم. فبطرس كان في حال أفضل حين بكى وهو غير مكتفٍ بذاته عما كان عليه حين كان متجاسرًا معتدًا بذاته".
و كمثال تطبيقى فى الكتاب المقدس عن الفتور الروحى يذكر لنا سفر الرؤيا ملاك كنيسة لاودوكية و الذى خاطبه الله قائلاً "أنا عارف أعمالك، أنك لست باردًا ولا حارًا. ليتك كنت باردًا أو حارٌا. هكذا لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" ( رؤ 3 : 15 ، 16 ).
و هنا العقاب الإلهى شديداً إذ إنه سيتقيأ الفاتر روحياً من فمه - أى سيطرده من أمامه و يرفضه.
فالله لا يقبل هذا الوضع الفاتر الذى لا هو بالحار روحياً و لا البارد المبتعد صراحة عن الله. إن مثل الفاتر روحيا يمكن أن يكون يعيش كإنسان مسيحى و لكن فى مظهره فقط الذين يقول عنهم بولس الرسول "لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوّتها" ( 2 تى 3 : 5 ).
فقد يكون الفاتر روحياً واعظاً فى الكنيسة مشهود له بالحكمة، و قد يكون كاتب هذه السطور، و لكنه كما قال عنه الكتاب "نحاسا يطن او صنجا يرن " ( 1 كو 13 : 1 ). و المصيبة الكبرى فى الفتور الروحى أن علاجه صعب و هو أقرب لحالة البرود الروحى - الذى يقود لإنطفاء الروح - منه لحراراة التوبة، و يقول فى هذا يوحنا كاسيان "رأينا كثيرين من الباردين رهبانًا وعلمانيين تحولوا إلى حرارة روحية، لكننا لم نرى فاترين صاروا حارين".
و من خطورة الفتور الروحى يقول القديس أيرونيموس "بينما لا يشاء الله موت الخاطئ بل أن يتوب ويحيا فإنه يبغض الفاترين ويسببون له قيئًا سريعًا".