[walaa farouk]

تعامل مثلث الرحمات البابا " شـنـودة الثالث "، مع الشعب ببساطة وخفّة دم قلّما تتكرّر في بطريرك أو رجل دين، فمرّة قال شخص لقداسته: الشيطان دايماً بيحاربني وبعمل كل حاجة وبردو الخطيّة موجودة، فرد عليه البابا: حاول تتفاهم معاه وقلّه إبعد عنّى يا شطشط.
واحد قال للبابا: أنا عندي داء النسيان ماذا أفعل؟ رد البابا وقال: خايف أقولك تنسى بكره.
وآخر قال: أنا بنام في اجتماع قداستكم ماذا أفعل؟ رد البابا وقال: إبقى فكَّرني أعمل اجتماع وأنت صاحي.
واحد سأل البابا قائلاً: أنا نفسي أتجوّز ولكن عندي (55) سنة، فرد عليه قائلاً: إذا كان عندك (55) يبقى لازم تاخد أُم (44).
في إحدى محاضرات البابا أرسل له رجل صعيدي ورقة قال فيها: أنت عقلك جاموس يا سيّدنا، وكان يقصد بها: أنت عقلك قاموس، فضحك البابا وبخفّة دمّه المعروفة قال: بس المهم العجول إللي تفهم، وطبعاً يقصد: العقول إللي تفهم، ولكنّه تحاور مع الشخص بلهجته الصعيديّة.
كان لأُسرة الدكتور وسيم السيسي علاقة قويّة بقداسة البابا شنودة، فلمَّا عاد من الخارج ذهب مع أُسرته لمقابلة البابا، فقال والده للبابا: وسيم أحضر لقداستك هدية، هي مروحة صغيرة للسيّارة على أد الوش والجبهه، فرد البابا قائلاً: عاش إللي جبها.
كان أحد الأشخاص في حالة خصام مع أخيه، وذهب يعترف لقداسة البابا، وكل ما يذكر خطيّة يقول: إنّ السبب في الخطيّة هو أخي! فتألّم البابا لأنّه لا يُريد أن يُدين نفسه أبداً، بل يأتي بالملامة على أخيه في كل شيء، فقال له: خلاص روح لأخوك وابعتهولي عشان أقرأ له التحليل.
واحدة تعرَّفت على شخص فى المصيف، وتطوَّرت العلاقة إلى اتِّصالات وخروج.. فسألت البابا: هل إعجابه بها صادق؟! فوبَّخها البابا عن طريقتها فى التعامل معه، وعاتبها أنّها أعطته تليفونها، وسألها أنت مقلتليش خرجتوا مع بعض تتكلّموا فى إيه؟ هل كنتما تتكلّمان في إن الشاروبيم أعظم أم السيرافيم؟! إعقلي يا بنتي وأتقلي.
يقول البابا: فى ناس بتراقب الناس بشكل صعب يعني فى عزومة واحدة تقول للضيف أنت ما أكلتش من الصنف ده طب وإيش عرّفك؟ أكيد بتعدي عليه اللقم! وواحد بيقول للضيف كُل من اللحمة، يقول له: أكلت، فيرد: كُل تاني، يرجع يقول: أنا أكلت حتتين، فيرد: لع أنت أكلت ثلاثة!
يقول قداسة البابا مُداعباً: زعموا أنّ نملة تمشّت فوق منارة إحدى الكاتدرائيَّات، ثمَّ قالت النملة للمنارة: أنا أسفة إنّى تقّلت عليكى.
فى لقاء مع شيخ الأزهر، رن التليفون عدّة مرَّات فكان البابا يرد باقتضاب: مشغول.. عندي اجتماع.. غداً.. ليس الآن فمازحه الشيخ طنطاوي قائلاً: يا قداسة البابا، أليست لي مكالمة؟ فضحك البابا وقال: التليفون بيضرب جرس لمَّا يؤذِّن هديهولك!
روى قداسة البابا هذه الفكاهة قائلاً:
كان هناك رجل يعيش مع حماته في نفس البيت وكان عنده ببغاء يُردّد دائماً كلمة: يا رب خذ حماتي!! فاستاء الرجل من الببغاء حرصاً على شعور حماته، فلجأ لكاهن الكنيسة ليأخذ نصيحته، فقال الكاهن: لا تقلق سأُعطيك ببغاء آخر يملأ بيتك بالألحان ويجعل الأُمور تسير على ما يُرام.. وفعلاً أعطاه ببغاء من الكنيسة، وحدث بعد أُسبوع أن جاء الكاهن لكي يطمئن على حال الرجل، فوجده في حال أسوأ ممَّا كان، فسأل الكاهن الرجل عن سبب حزنه؟ فأجابه: الّذي حدث هو أنّ الببغاء الأول ظل يُردّد: يا رب خُد حماتي، وببغاء الكنيسة يرد عليه: آمين!