الانسان الروحي والصلاة
تُظهر روايات الاناجيل ان يسوع غالبا ما صلى الى الله.
(مرقس ١:٣٥؛ لوقا ٥:١٦؛ ٢٢:٤١)
فخلال خدمته على الارض، خصّص يسوع الوقت للصلاة.
كتب التلميذ متى:
«بعدما صرف [يسوع] الجموع، صعد الى الجبل منفردا ليصلي». (متى ١٤:٢٣)
وقد استمدّ يسوع القوة من هذه اللحظات التي قضاها في التحدث على انفراد الى ابيه السماوي.
(متى ٢٦:٣٦-٤٤)
وعلى نحو مماثل اليوم، ينتهز الاشخاص الروحيون الفرص ليخاطبوا الله،
عالمين ان ذلك يقوي علاقتهم بالخالق ويساعدهم على الاقتداء بالمسيح في طريقة تفكيرهم.
امضى يسوع في احيان كثيرة فترات مطوَّلة في الصلاة. (يوحنا ١٧:١-٢٦)
على سبيل المثال،
قبل ان يختار يسوع رسله الاثني عشر،
«خرج الى الجبل ليصلي، وبقي كل الليل يصلي الى الله». (لوقا ٦:١٢)
وهكذا يتّبع الاشخاص الروحيون مثال يسوع بالصلاة الى الله، رغم انهم لا يصلون بالضرورة الليل كله.
فقبل ان يتخذوا قرارات مهمة في حياتهم، يصرفون الوقت الكافي ليصلوا الى الله، طالبين ارشاد الروح القدس لاتخاذ قرارات تعزّز اهتمامهم بالامور الروحية.
بالاضافة الى ذلك، كان يسوع مخلصا في صلواته، ويحسن بنا ان نقتدي به في هذا المجال.
تأمل في ما يقوله لوقا عن الطريقة التي صلى بها يسوع عشية موته.
يقول: «إذ اخذه الجهد، استمر يصلي بأشد حرارة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض». (لوقا ٢٢:٤٤)
كان يسوع قد صلى بحرارة من قبل. لكنه هذه المرة واجه اقسى امتحان في حياته الارضية،
فصلى «بأشد حرارة»، وقد استجيبت صلاته. (عبرانيين ٥:٧)
وينبغي للاشخاص الروحيين ان يحذوا حذو يسوع.
فحين يواجهون المحن القاسية، يصلون الى الله «بأشد حرارة» طلبا للدعم والارشاد والروح القدس.
بما ان يسوع كان يواظب على الصلاة، فلا عجب ان تلاميذه سعوا الى الاقتداء به في هذا المجال.
لذلك طلبوا منه: «يا رب، علمنا ان نصلي». (لوقا ١١:١)
وبشكل مماثل اليوم، ان من يقدّرون الامور الروحية ويريدون ان يرشدهم روح الله القدس يتبعون مثال يسوع في الطريقة التي يصلون بها.
فالشخص الروحي لا ينقطع ابدا عن الصلاة الى الله.