شفاعة القديس
عندما تلفظ القديس غريغوريوس النيصصي بعظته على الشهيد الكبير، بدا كأن المكان، حول ضريحه، كان مكتظاً بالناس الذين أتوا من المدن والمناطق النائية مكابدين مشاق سفر بعيد مضن، واجتمعوا إليه في عمق فصل الشتاء والوقت ثلوج وصقيع. كان صيت الشهيد قد ذاع في كل مكان. ففي السنة التي سبقت هذا المحفل رد، كمحام عن المسيحيين، هجمة البرابرة السكيثين لما تراءى لهم وفي يده الصليب المقدس ونشر الذعر في صفوفهم فارتدوا على أعقابهم. وقد اعتاد الناس أن يجتمعوا حول ضريحه منذ استشهاده. وهو يعلم الكنيسة – على حد تعبير القديس النيصصي – ويطرد الشياطين ويستدعي ملائكة السلام ويشفع بالمؤمنين ويسأل من أجلهم ويحظى من الله بمطلبه لهم. كان ضريحه دواء لكل الأمراض وميناء للمضنوكين ومستودعاً لا ينضب لقضاء حاجات المساكين ومضافة آمنة وخزانة للمسافرين الذين يأتون إليه بقوة التقوى، وبقعة يتواصل فيها الفرح والأعياد.
هذا وقد أضحت أوخاييطا، حيث استقرت رفات القديس لقرون، محجة يتوافد إليها المؤمنون من الشرق والغرب حتى دعيت باسمه، مدينة ثيودوروس أو ثيودوروبوليس.