رقاده
عاش القديس ثيودوسيوس إلى سن المائة وخمس سنوات. وقد عانى من أوجاع مبرّحة طيلة سنة كاملة قبل رقاده إذ تقرّح جلد أردافه وتآكل حتى إلى العظم. فلما جاء أحد الشيوخ سائلاً إياه أن يرفع الطلبة من أجل نفسه إلى الله أجابه القديس: "لا تتفوه بكلام لا يليق! فما تقوله خطر ببالي مرّات عديدة، وأنا كنت أعرف أنه من أبليس، لذلك طردته واعتبرته جارحاً لنفسي. فإني تنعمّت كثيراً في حياتي وذاع اسمي حتى وصل إلى أمكنة بعيدة. لذلك عليّ أن أتألم قليلاً ليكون لي أن أجد تعزية في الحياة الآتية ولا أسمع الحكم الذي صدر بحق ذاك الرجل الغني: "أذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا، والآن هو يتعزى وأنت تتعذّب" (لوقا 16: 25). على هذا أمضى فترة آلامه بصبر وشكر وتسبيح. كان يصلّي كل ساعة ولا يكفّ عن الإنشاد. ولما عرف أن ساعته دنت جمع الإخوة وحثّهم على الصبر في الملمّات إلى المنتهى وأن يخضعوا لرئيسهم. ثم بعد ثلاثة أيام ودّع وصلّى صلاة عميقة وجعل يديه على صدره بشكل صليب وغادرهم إلى ربّه بسلام.