حمار معاند
من أخباره أيضاً أن رجلاً مقتدراً رحيماً كان يوزّع البركات على النسّأك ويسألهم الصلاة ولسبب ما، ربما بتدبير من الله، كان لا يرسل لثيودوسيوس ورهبانه شيئاً. فجاء التلاميذ إلى معلمهم وألحّوا عليه أن يقول للغني كلمة فيرسل للإخوة ما يتعزّون به لأن مؤونتهم وشيكة النفاذ. فأجابهم القديس ألا ييأسوا بل يلقوا رجاءهم على الله الحي لا على الناس.
ولم يطل الوقت حتى لاحظ الإخوة رجلاً على الطريق يحاول أن يسوق حماره بعيداً عن المغارة والحمار واقف بعناد لا يشاء أن يتزحزح. كان الرجل يضرب الحمار والحمار لا يتحرك . فأدرك، إذ ذاك، أن مشيئة الله ليست أن يذهب الحمار في الاتجاه الذي يريده هو، ولما تركه على سجيته تحرّكت البهيمة باتجاه مغارة القديس ثيودوسيوس وتوقّفت هناك. وإذ سأل الرجل الرهبان وعلم أنهم لا يملكون شيئاً تعجّب من رحمة الله وحمل إليهم ضعف ما حمله لغيرهم. مذ ذاك تعلّم تلاميذ القديس ثيودوسيوس ألا يضطربوا متى نقصت مؤونتهم وصاروا يلقون رجاءهم، كمعلّمهم، على الله الحي.