
09 - 03 - 2017, 02:21 PM
|
|
|
..::| العضوية الذهبية |::..
|
|
|
|
|
|
الهدوء صفة جميلة يتصف بها الانسان الروحي, ومنها :
هدوء القلب , وهدوء الاعصاب , وهدوء الفكر
وهدوء الحواس , وهدوء التصرف , وهدوء الجسد .
الانسان الهادئ , لا يضطرب قلبه لأي سبب , ولا يفقد هدوءه مهما ثارت المشاكل .
وكما قال داود النبي
(( إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي . وإن قام علي قتال , ففي هذا أنا مطمئن)) .
إنه هدوء مصدره الإيمان ..
إن فقد الانسان هدوءه من الداخل , يبدو أمامه كل شئ مضطربا , وكل شئ بسيط يبدو معقدا .
إن التعقيد ليس في الخارج , وإنما في داخله ...
وإن هدأ القلب , يمكن أن تهدأ الأعصاب أيضا .
فلا يثور الشخص , وإنما يحل الإشكال في هدوء ...
إن العقل إذا عجز عن حل أمر ما , تتدخل الأعصاب لحله .
وقد تعلن الأعصاب الثائرة عن قلة الحيلة وفقدان الوسيلة . وكلما تعبت الأعصاب , تزداد ثورتها ...
والشخص الهادئ قلبا وأعصابا , يمكنه أن يكتسب الهدوء في التفكير وفي التصرف
فيفكر تفكيرا مرتبا بغير تشويش
ويتصرف في إتزان وفي هدوء , وليس في صخب الإنفعال , ولا في إضطراب الأعصاب.
ومما يساعد على الهدوء الداخلي , الهدوء الخارجي :
هدوء المكان , وهدوء البيئة , والبعد عن المؤثرات المثيرة .
لذلك فإن الرهبان الذين يعيشون في هدوء البرية
بعيدا عن الضوضاء , وعن صياح الناس , وعن إثارات الأخبار والأحداث
هؤلاء يكون تفكيرهم أكثر هدوءا , وتكون قلوبهم وأعصابهم هادئة .
ويكونون في الغالب قد إعتادوا الهدوء ...
وحياة الوحدة والإنفراد , تجلب الهدوء عموما , بسبب هدوء الحواس .
لأن الحواس هي أبواب للفكر كما يقول القديسون .
فما تراه وما تسمعه وما تلمسه , يجلب لك فكرا .
فان استراحت حواسك من جمع الأفكار , استراحت نفسك من الأفكار ...
والمكان الهادئ يساعد على هدوء الحواس , وبالتالي هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الأعصاب .
لذلك فإن الكثير يبعدون عن الأماكن الصاخبة إلتماسا للهدوء ...
إن محبي الهدوء يبحثون عنه بكل قواهم
ولكن البعض – للأسف – يحبون الصخب
ولا يعيشون إلا فيه , ويسأمون من الهدوء !
ربنا يملي قلوبنا بالسلام والهدوء ..
|