يجب التنويه هنا أنّ صوم دانيال وصوم أستير يعتبر حالة خاصة وقراراً فرديّاً، أي أنه لا يوجد تشريع سماوي ينصّ على هذا النّوع من الصوم، ولكن النمط السائد في الكتاب المقدس هو أنّ الصّوم هو الإمتناع عن الطعام الصلب لمدة محددة من الوقت من أجل هدف روحي معروف ومقدّس. الصوم يعني أيضاً ضبط الشهوات الجسديّة الطبيعية، مثل شهوة الطعام والشراب والعشرة الزّوجيّة.
نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى 27:9 قول بولس الرّسول بوحيٍ من الله: "أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ". ونقرأ قول النّبي داود في مزمور 13:35 "أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي". الصوم في حياة الإنسان المؤمن والكنيسة هو وقت للصلاة (دانيال 3:9، إرمياء 12:14) والتّواضع والإنكسار أمام الله (تثنية 18:9، نحميا 1:9) وقراءة الكتاب المقدس (إرمياء 6:36).
لذلك فإنّ كل مؤمن بالرّب يسوع يصوم من وقت إلى آخر، وذلك بحسب قيادة وتوجيه الروح القدس في طريقة الصوم. وتجدر الإشارة هنا أن إلى أنّ عدداً جيّداً من المؤمنين في العالم اليوم قد جعلوا من الصوم المتكرر من وقت لآخر أسلوب حياة روحيّة، ويختبرون نتيجة لذلك حضور الله بقوّةٍ في حياتهم اليوميّة. ليس كل صوم يرضي الرب: يسأل الرب كل الشعب والكهنة في سفر زكريا 5:7-6 إذا كانوا يصومون من أجل الرب، أم أنّ صومهم كان من أجل غاية أخرى في أنفسهم؟ في العودة الى صوم الشّعب القديم المشار اليه في أشعياء 1:58-5، نجد أنّ هذا الصّوم لم يرض الرب قطعيّاً. كان كثيرين من الناس الأغنياء يستغلون عُمّالهم. والشّعب كانوا يتخاصمون ويضربون أحدهم الآخر.