أما إذا فكرنا بشكل سلبي، ولم نصدّق فعلاً بأن الله يهتم بنا ويستمع لصلواتنا، فإن مثل هذا التفكير الإنهزامي يقود إلى حياة فشل روحي. لذلك فإننا مسئولين أمام الله أن نصلي ونصوم، وأن نتوقع بإيمانً أن يستجيب الله لصلواتنا. فتوقعاتنا من الله لها أكبر الأثر في استجابة صلواتنا.
تذمر شعب الله في أيام النّبي إشعياء بأن صلواتهم وصيامهم كانت بلا قوة وبلا تأثير. وتذمروا على الله وكأنه هو المسئول عن ضعفهم. لقد كانوا سلبيين في تفكيرهم. ولسان حالهم يقول: "لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟" (إشعياء 3:58). نجد في جواب الله لهم حقيقة أنّه رأى صومهم، ولكنه رأى أكثر من هذا بكثير. لقد رأى استهتارهم وخطاياهم وشرورهم وعدم توبتهم، كما نقرأ في إشعياء 3:58-4 "هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً، وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. 4هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ".