المجنون والمخلص العظيم
ولا يمكن لإنسان أن يقرأ القصة دون أن يرى نهاية الشيطان على يد المخلص العظيم، والقصة ذاتها تعطينا الصورة لفزع الشيطان من المسيح، وعلمه بأن مصيره الأبدي محتوم ومؤكد، والأمر أولا وأخيرًا مرتبط بالزمن المحدد، أو كما يقول متى : «مالنا ولك يا يسوع ابن الله أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا» (مت 8 : 29).. على أي حال فإن قصة خلاص الرجل من الشيطان تعلن أولاً وقبل كل شيء عن حب المسيح للبائس المعذب، إن نفس هذا المجنون عزيزة على السيد، وهي عنده أهم من ألفي خنزير، دخلت فيها الأرواح النجسة، واندفعت من على الجرف إلى البحر لتختنق في المياه.