نظرة الكتاب المقدس الى التدخين والمخدرات
لا يذكر الكتاب المقدس التبغ ولا يسمِّي الكثير من المخدِّرات الاخرى التي يُساء استعمالها في ايامنا. ولكنه يزوِّد خطوطا ارشادية تساعدنا على تقرير ايّ مسلك يرضي الله. وهكذا,
نلفتت الانتباه الى 2 كورنثوس 7:1، ا
لتي تقول: «فإذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهِّر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكمِّلين القداسة في خوف الله.»
لسنوات عديدة بدت هذه المشورة كافية. ولكن، اذ استخدمت شركات التبغ الاعلان لجعل التدخين ساحرا، وصارت اساءة استعمال المخدِّرات «غير الشرعية» بعدئذ واسعة الانتشار، كان يلزم المزيد للقيام به. فجرى ابراز مبادئ اخرى للكتاب المقدس:
الاحترام لله، مانح الحياة (اعمال 17:24، 25)؛
المحبة للقريب (يعقوب 2:8)،
واقع ان الشخص الذي لا يحب رفيقه الانسان لا يحب الله حقا (1 يوحنا 4:20)؛
أيضا الطاعة للحكام الدنيويين (تيطس 3:1).
جرت الاشارة الى ان الكلمة اليونانية فارماكيا، التي تعني من حيث الاساس «مستودع المخدِّرات،» استعملها كتبة الكتاب المقدس للاشارة الى ‹ممارسة الارواحية› بسبب استعمال المخدِّرات في الممارسات الارواحية. — غلاطية 5:20 .
عبر السنين استعمل المعلنين الشهادات المأجورة التي تُستخدم في اعلانات السجائر لتضليل وغش المستهلكين. واذ صار الدليل العلمي متوافرا، صار مؤكدا ومبرهنا علميا على ان استعمال التبغ يسبِّب السرطان، مرض القلب، الاذى لجنين الحبلى، والضرر لغير المدخنين المجبَرين على تنشُّق الهواء الملآن دخانا، وكذلك الدليل على ان النيكوتين يسبِّب الادمان. ولُفِت الانتباه الى التأثير السام للمرهوانة والدليل على ان استعمالها يمكن ان يؤدي الى تأذي الدماغ. وعلى نحو مماثل، نوقشت المخاطر الجسيمة للمخدِّرات الاخرى المسبِّبة للادمان تكرارا.
وبالعودة الى الآية في أول الموضوع في 2 كورنثوس 7:1:
«فإذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهِّر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكمِّلين القداسة في خوف الله.» اسألوا نفسكم، ‹ما هي «هذه المواعيد» التي يشير اليها بولس؟› بقراءة القرينة، تلاحظون ان العددَين السابقَين يقولان: «اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فأقبلكم وأكون لكم ابا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء.» — 2 كورنثوس 6:17، 18 .
الآن اكتسبت وصية بولس ان ‹نطهِّر ذواتنا من الدنس› قوة اضافية! فالله يعد بأن ‹يقبلنا،› اي بأن يعتني بنا ويحمينا، مما يعطينا حافزا قويا الى العمل. وقد تسألون نفسكم: ‹هل اتمتع بعلاقة حميمة به — كعلاقة اب بابنه او ابنته؟› أليست فكرة ان ‹يقبلنا› او يحبنا اله حكيم ومحب فكرة رائعة؟ وإذا لم تكن هذه الفكرة مألوفة لديكم، فلاحظوا كيف يعبِّر الآباء المحبون عن المحبة والمودة لاولادهم. والآن تخيَّلوا ان هذا الرباط هو بينكم وبين الله! وكلما تأملتم في الفكرة اكثر، ازدادت رغبتكم في حيازة علاقة كهذه.
ولكن لاحظوا: ان العلاقة الحميمة بالله ممكنة فقط اذا توقفتم عن ان «تمسوا نجسا.» فاسألوا نفسكم: ‹أليس الادمان على التبغ بين الامور «النجسة» التي يدينها الله؟ أوليس استعماله «تدنيسا للجسد،» مما يعرِّضني لمخاطر صحية عديدة؟ وبما ان الله اله طاهر، او «قدوس،» فهل يوافق ان ادنِّس نفسي عمدا بهذه الطريقة؟› (1 بطرس 1:15، 16) لاحظوا ان بولس يحذِّر ايضا من ‹دنس الروح،› او الميل العقلي. فاسألوا نفسكم: ‹هل يسود هذا الادمان تفكيري؟ وهل اتمادى في اشباع شهوتي، ربما على حساب صحتي، عائلتي، او حتى موقفي امام الله؟ الى ايّ حدّ اسمح لإدماني على التبغ بأن يفسد حياتي؟› ان مواجهة الاجابة عن هذه الاسئلة المزعجة يمكن ان تمدّكم بالشجاعة للاقلاع عن التدخين!
من المؤكد انكم قد تحتاجون الى المساعدة والدعم من الآخرين للتغلب على ادمان التبغ. ولكنَّ التأمل في الكتاب المقدس يمكن ان يفعل الكثير لتدريب ضميركم وتقويته بحيث تتحررون من الادمان.