وهو المجنون النجس، لأن الحياة التي تمس العظام نجسة، وحياة المجنون كلها نجاسة في نجاسة، والشيء المثير أنه في هذه النجاسة كثيرًا ما يطلق على نفسه أو يطلق الناس عليه ألقاب الفضيلة والشرف والسمو والأخلاق، وهي أبعد عنه بعد السماء عن الأرض، عندما أدرك يوحنا نيوتن حياته على حقيقتها بعد التجديد، لم يتردد أن يصف حياته الأولى، بأنها حياة الحيوان والقذارة، بل مرات كثيرة ما يعف الحيوان عما يفعله البشر، ... والمجنون إلى جانب هذا كله مؤذ لنفسه، إذ يجرح نفسه، وما أقسى جراح الخطية! أليس من الجنون أن نسمع صيحة الإنسان عما يطلق عليه : «شر لابد منه» فهو يعلم أن التدخين يقتله ويجلب له السرطان، ومع ذلك يدخن، وهو يعلم أن الشهوات العارمة تعصف عمره، ومع ذلك فهو يندفع إليها بكل ما يملك من عنف وقوة دون تردد.