إيلياس
كذلك، حدث بتدبير من الله، في ذلك الزمان، إن امرأة وثنية من عائلة شريفة في المدينة حضرتها ساعة الوضع، وكانت حاملاً، فتعثرت ولادتها. وبعدما بذل الأطباء جهدهم لمساعدتها باءت محاولاتهم بالفشل. فاحتار ذووها وأتوا بالسحرة والعرّافين فلم يكن حظّهم بالنجاح أوفر. كانت إيلياس وجنينها في خطر الموت. وإذ اتفق أن مربية إيلياس كانت على الإيمان بالمسيح فإنها رفعت طلبات عديدة من أجلها إلى الرب الإله. وحدث أنها كانت، مرة، تصلّي وتبكي في الكنيسة فلاحظها بورفيريوس وسألها عن علّة بكائها. فنظرت إليه وارتمت عند قدميه متوسّلة إليه أن يصلّي إلى الرب يسوع من أجل إيلياس مخدومتها. فلما عرف القدّيس بخبر المرأة بكى هو أيضاً لأنه كان رؤوفاً جداً. ثم بعث بالمربية لتقول لذوي إيلياس أن هناك طبيباً عظيماً قادر على شفاء ابنتهم الوحيدة شرط أن يُقسموا بألا ينكروه وأن يحفظوا الأمانة له بعد أن يقضي لهم حاجتهم. فذهبت ونقلت كلام بورفيريوس بحذافيره فأقسموا بأن يفعلوا ما يطلبه منهم. فوجّهت، إذ ذاك، كلامها بصوت مرتفع إلى إيلياس قائلة: هذا ما يقوله بورفيريوس، الكاهن العظيم، الرب يسوع المسيح، ابن الله الحي، يشفيك. آمني به واحيي! للحال تحرّك الجنين في أحشائها وتمت ولادتها بسلام. فاندهش الجميع وهتفوا: عظيم هو إله المسيحيين! عظيم هو الكاهن بورفيريوس!
في اليوم التالي خرج ذوو إيلياس والعشيرة كلها إلى بورفيريوس وألقوا بأنفسهم عند قدميه سائلينه ختمهم في المسيح، ففعل و جعلهم موعوظين ثم أرسلهم بسلام طالباً منهم أن يداوموا على حضور الصلوات والتعليم في الكنيسة. وبعد زمن يسير عمّدهم مع المرأة ومولودها، الذي كان ذكراً، وأسموه بورفيريوس. عدد الذين انضموا إلى كنيسة المسيح، يومذاك، كان أربعة وستين.