ثم أن التمس القديس أفرام أن يرى باسيليوس على انفراد بعد الخدمة الإلهية. فلما التقى الرجلان قبل باسيليوس أفرام وقال له: "أهلاً بك، يا أبانا الذي ضاعف عدد تلاميذ المسيح في البرية، وبقوة المسيح طرد منها الشياطين. لم تحملت كل هذه المشاق لتأتي وتنظر رجلاً خاطئاً؟ جازاك الله خيراً عن تعبك! فأفضى إليه أفرام بكل ما في قلبه وتناول القدسات من يده. ولكن لما جلس الاثنان إلى المائدة ليأكلا شيئاً أن سأل أفرام باسيليوس منة قائلاً: لقد علمت، أيها الأب القديس، أن الله يعطيك ما تطلب. لذا أسألك أن تصلي من أجلي ليهبني المولى القدرة على التكلم باللسان اليوناني. فأجابه باسيليوس قائلاً: طلبك أكبر من طاقتي، ولكن، لنصلي إلى الله عسى أن يعطيك منية قلبك لأنه قال أنه "يتمم بغية خائفيه ويسمع تضرعهم ويخلصهم" (مزمور19:144). فبعدما صليا طويلاً راكعين، قال له باسيليوس: مر، أيها الأب المكرم. أن نقف على أقدامنا. في تلك اللحظة بالذات أخذ أفرام يفهم اليونانية وقال هو نفسه فيها: أعضد وخلص وارحم وأقمنا واحفظنا يا لله بنعمتك". فمجد الله كل الذين كانوا حاضرين.
وقد بقي أفرام عند باسيليوس ثلاثة أيام، ولم يغادره إلا بعدما سامه باسيليوس شماساً وصاحبه المترجم كاهناً.