باسيليوس وأفرام
سمع القديس أفرام السرياني، وهو في الصحراء، عن القديس باسيليوس فأخذ يصلي إلى الله أن يريه أي نوع من الرجال يكون. وإن هي سوى أيام قلائل حتى رأى، في انخطاف، عموداً من نار رأسه في السماوات، وسمع صوتاً يقول له: "أفرام، أفرام! كما ترى هذا العمود الناري كذلك باسيليوس! فقام القديس أفرام لتوه إلى قيصرية آخذاً معه مترجماً ينقل له الكلام إلى السريانية لأنه كان لا يعرف اليونانية. فلما وصل إلى هناك، وكان عيد الظهور الإلهي، دخل إلى الكنيسة فعاين باسيليوس في أبهة عظيمة فقال في نفسه: أترى تعبنا في المجيء عبثاً؟! كيف يمكن لهذا المتجلبب بالمجد والكرامة أن يكون عموداً نارياً؟!
في تلك الأثناء، عرف باسيليوس بالروح بحضور أفرام فبعث إليه برئيس شمامسته قائلاً: اخرج إلى باب الكنيسة الغربي فتجد راهباً قصير اللحية، قصير القامة. فقل له رئيس الأساقفة يدعوك. ففعل رئيس الشمامسة كما أمره باسيليوس. فلما وصل إليه، بعد لأي، قال له رئيس الأساقفة يدعوه. فأجاب أفرام عبر المترجم: لا شك أنك تقصد أحداً آخر لأننا نحن غير معروفين عند رئيس الأساقفة وقد وصلنا لتونا. فعاد رئيس الشمامسة إلى باسيليوس وكان حينذاك يعظ. فإذا بأفرام يرى ناراً تخرج من فم باسيليوس متكلماً. ثم قال باسيليوس لرئيس شمامسته: عد إلى الراهب الذي رأيته وقل له: يا سيدي أفرام، أتوسل إليك أن تأتي إلى الهيكل فإن رئيس الأساقفة يدعوك! فعاد رئيس الشمامسة وقال له ذلك الكلام عينه، فتعجب أفرام ومجد الله وسجد إلى الأرض قائلاً: حقاً أن باسيليوس كبير هو عمود من نار والروح القدس يتكلم فيه".