رحلته الأخيرة
خلال آخر سنتين من حياته كان يتكلم باستمرار عن تحضيره للمثول أمام الدينونة. أعطى أوامر محددة عن رغبته في أن يدفن في كافسوكاليفيا. في الأخير قرّر أن يذهب إلى هناك بنفسه ما دام حيًّا.
عشية عيد الرّوح القدس من العام 1991، غادر الأب بورفيريوس باتجاه الجبل المقدس بعد أن كان قد اعترف وأخذ الحلّ عن خطاياه من أبيه الرّوحي المسنّ والمريض. استقرّ هناك وٱنتظر النّهاية. غادر الأب بورفيريوس الدّير في ميليسي وفي نيّته عدم العودة ثانية. لقد تكلّم بما فيه الكفاية مع أبنائه الرّوحيين ملمّحًا أحيانًا وأحيانًا أخرى قائلاً لهم بصراحة إنّه يراهم للمرة الأخيرة. قبل ذلك كان كلّما ذهب إلى الجبل المقدّس يحاول أولاده الرّوحيّون حمله على العودة إلى أثينا بسبب صحته الرّقيقة وصعوبة العيش في كافسوكاليفيا أو لتعزيتهم، حتّى ٱضطر إلى العودة مرّتين، وكلّ مرّة لم يكن يبقى إلا بضعة أيام ثم يسرع عائدًا إلى الجبل. آخر مرة غادر فيها، خشي أن يضطره أولاده إلى العودة خاصة أنّه اعتاد طيلة حياته أن يتمّم مشيئة الآخر لذلك قال لأحد تلاميذه: ”إذا قلت لك أن تأخذني إلى أثينا، ٱمنعني، لأنّ هذه ستكون تجربة من الشرير“. وبالفعل حاول العديد ترتيب عودته إلى أثينا، ولكنْ على غير طائل.