حبّه اللاّمحدود لربّه وللقريب دفعاه إلى إرشاد الكل إلى فرح تجلّي المسيح الإله على جبل ثابور. كان، مع الرّسول بولس، يناشد أولاده الرّوحيين أن ”لا تتشبهوا بهذا الدهر بل تحوّلوا إلى صورة أخرى بتجديد عقولكم لتختبروا ما مشيئة الله الصالحة المرضيّة الكاملة“ (رومية 2:12). أراد أن يرشدهم إلى الحالة الّتي اختبرها حيث ”نحن جميعنا ننظر بوجهٍ مكشوف كما في المرآة مجد الرّب، فتتحوّل إلى تلك الصّورة بعينها من مجدٍ إلى مجدٍ كما من الرّب الرّوح.“ (2 كو 18:3). لذلك كرّس الدير لتجلّي ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح وأراد أن تُكرَّس كنيسة الدير لهذا العيد. وفي نهاية المطاف، بعد صلاة حارّة، متواترة، توصّل مع العمال إلى رسم تخطيط بسيط ومتكامل للكنيسة. تمّ وضع حجر الأساس في ليلة 25 شباط 1990، خلال سهرانة للقدّيس ”بورفيريوس الغزّاوي“. لم يكن الأب بورفيريوس يستطيع النّزول إلى أسفل حيث سيوضع حجر الأساس، فأعطاهم بكثير من التأثّر صليبه ليكون حجر الأساس. ومن سريره صلّى "يا صليب المسيح ثبّت أساس هذا البيت، يا صليب المسيح، خلّصنا بقوّتك، اذكر، يا الله، عبدك الحقير بورفيريوس ورفقته...“. وبصلوات القديس استمر العمل في بناء الكنيسة دون توقف، واستطاع أن يرى بعينيه الرّوحيتين (لأنّه كان قد فقد نظره الطبيعي منذ سنوات) الكنيسة في مراحلها الأخيرة. لأنّه ما إن وصل البناء إلى قاعدة قبة الكنيسة الأساسية حتّى رحل القديس من هذا العالم.