تميّز الأب بورفيريوس بتواضعه الّذي اقتناه في بدايات حياته الرّهبانية وذلك بسبب طاعته الكاملة والغير المشروطة. لم يسمعه أحد يتفاخر بل كان دائمًا يُذل نفسه، مقرّعًا ذاته، معترفًا بخطاياه ولائمًا نفسه رغم كلّ فضائله كغير مستحق للنّعم الّتي أغدقها الله عليه.
سلّم الأب بورفيريوس نفسه لحرب ضروس ضد العدو ليتطهر من أهوائه، حتّى ارتضى الله أن يصبح بلا هوى مسبِغًا عليه نقاوة داخلية تجلّت ببراءته الشبه الطفولية.
كلّ من التقاه كان يشهد كأنّه تكلّم مع أحد أنبياء العهد القديم، لموهبة النبوّة عنده ومعرفته مكنونات القلوب. وآخرون يقولون إنّهم تكلّموا مع ملاك، لشفافيّته ونقاوة نفسه والنّور المشّع على هيئته. في كلّ حال، من كلّمه كان على يقين أنّه في حضرة قدّيس.